رَمَاهَا بالقَبِيح يقول : هي مُخلِّطة لا تَختار مَنْ يُواصلها . ومن المجاز : رَجُلٌ جَعْدٌ أَي كَريمٌ جَوَادٌ كِنَايةٌ عن كَوْنه عرَبيّاً سَخِيّاً لأَنّ العَربَ مَوصوفون بالجُعودة كذا في الأَساس . ورَجلٌ جَعْدٌ : بَخيلٌ لَئيمٌ . فهو من الأَضداد وإِنْ لم يُنبِّه . وفي اللِّسان : الجَعْد إِذا ذُهِبَ به مَذْهَبَ المدْح فله مَعنيانِ مُستحبَّان : أَحدهما أَن يكون مَعصوبَ الجَوارِح شديدَ الأَسْرِ والخلْق غَيرَ مُسترْخٍ ولا مُضطَرب . والثاني أَن يكون شَعَرُه جَعْداً غَير سَبْطِ لأَنَّ سُبُوطَة الشَّعْرِ هي الغَالبةُ على شُعورِ العَجمِ من الرُّوم والفُرْس وجُعُودة الشَّعَرِ هي الغالبة على شُعور العَرَبِ . فإِذا مُدِحَ الرَّجُلُ بالجَعْد لم يَخرُجْ عن هذين المَعنيَين . وأَمَّا الجَعْد المذموم فله أَيضاً مَعنيان كلاهما مَنْفِيٌّ عمن يُمْدَح أَحدهما أَن يقال رَجلٌ جَعْدٌ إِذا كان قَصيراً مُتردِّدَ الخَلْق . والثّاني أَن يقال رَجُلٌ جَعْدٌ إِذا كان بَخِيلاً لَئيماً لا يَبِضُّ حَجَرُه . وإِذا قالوا رَجلٌ جَعْدٌ السُّبوطةِ فمَدحٌ إِلَّا أَن يكون قَطَطاً مُفَلْفَلاً كشَعر الزّنْجِ والنُّوبَة فهو حينئذ ذَمٌّ . وفي حديث المُلاعَنَة " إِنْ جاءَت به جَعْداً " قال ابن الأَثير : الجَعْد في صِفات الرِّجال يكون مَدْحاً وذَمَّاً ولم يذْكر ما أَرادَهُ النّبيّ صلَّى اللّه عليه وسلّم هل جاءَت به على صفة المدْح أَو الذَّمّ . كجَعْدِ اليَدَيْن وجَعْدِ الأَنامِلِ وهو البَخيلُ . قال الأَصمعيّ : زَعَمُوا أَنَّ الجَعْدَ السَّخيُّ . قال : ولا أَعرفُ ذلك والجَعْدُ البَخيلُ وهو معروف قال كثيِّر في السّخاءِ يمدح بعضَ الخلفاءِ : .
إِلى الأَبيضِ الجَعْدِ ابنِ عاتِكةَ الّذي ... له فَضْلُ مُلْكٍ في البَرِيّة غالِب قال الأَزهريّ : وفي شِعر الأَنصار ذِكْرُ الجَعْدِ وُضِعَ مَوضِعَ المدْح أَبياتٌ كثيرة وهم من أَكثرِ الشُّعراءِ مَدْحاً بالجَعْد . ومن المَجاز : رَجلٌ جَعْدُ القَفَا إِذا كَانَ لَئيم الحَسَبِ . وفي المصباح يَرِد الجَعْدُ بمَعنَى الجَوادِ والكَريمِ والبَخيل واللَّئيم ويُقَابِل السَّبْط ويُوصف بقَططٍ كجَبَلٍ وكتِفٍ في الكُلّ . ومن المَجَاز رَجلٌ جَعْدٌ الأَصابعِ إِذا كان قَصيرهَا وجَعْد الجَنَان للبَخيل . والجُعُودة في الخَدّ : ضدُّ الأَسَالةِ وهو ذَمٌّ أَيضاً . يقال خَدٌّ جَعْدٌ أَي غَيرُ أَسِيل . وبَعيرٌ جَعْدٌ : كَثِيرُ الوَبَرِ وقد يُكنَى البَعيرُ بِأَبي الجَعْدِ . زَبَدٌ جَعْدٌ : مُتراكِبٌ مُجتمعٌ وذلك إِذا صار بعضُه فوق بعْضٍ على خَطْمِ البَعير أَو النَّاقَة يقال جَعْدُ اللُّغَام بالضّمّ إِذا كَان مُتَرَاكم الزَّبَدِ قال ذو الرُّمّة : .
تَنْجُو إِذا جَعَلَت تَدْمَى أَخِشَّتُها ... واعْتمَّ بالزَّبَدِ الجَعْدِ الخَرَاطيمُ وأَبُو جَعْدَةَ وأَبو جَعَادَةَ بفتْح فيهما ويُضمّ في الأَخير أَيضاً : كُنْيَةُ الذِّئب وفي بعض النُّسخ كُنْيتَا الذِّئبِ وليس له بِنْتٌ تُسمَّى بذلك قال الكُمَيْت يَصفه : .
ومُستَطْعِمٍ يُكنَى بغَير بَناتِهِ ... جَعلْتُ له حظّاً من الزّادِ أَوْفَرَا وقال عَبِيد بن الأَبرص : .
وقالوا هي الخَمْرُ تُكنَى الطِّلا ... كما الذِّئبُ يُكنَى أَبا جَعْدَةِ