ورواه المُفضَّل : تَشْدَخُهم بالخاءِ والشِّين المعجمتين . فقال له الأَصمعيّ : صارت الأَسِنَّةُ كافرْ كُوباتٍ تشْدَخ الرُّؤوس إِنما هو تَسْدَحُهم . وكان الأَصمعيّ يَعيب من يرويه : تشدخهم ويقول : الأَسِنَّةُ لا تَشْدَخ إِنّما ذلك يكون بحَجَرٍ أَو دَبُّوسٍ أَو عَمود أَو نحوِ ذلك مما لا قَطْعَ له . السَّدْحُ : " إِناخةُ النّاقةِ " . وقد سدّحها سَدْحاً : أَنَاخَها كسَطَحَها . فإِمّا أَن تكون لغةً وإِمَا أَن تكون بَدلاً . السَّدْحُ : " الإِقامةُ بالمكان " . قال ابن الأَعرابيّ : سَدحَ بالمكان وردَحَ إِذا أَقام به أَو المرْعى . السَّدْح : " ملْءُ القِرْبةِ " وقد سَدَحها يسْدَحُها سدْحاً : مَلأَها ووَضعَهَا إِلى جَنْبِه . وقِرْبةٌ مَسْدوحةٌ . السَّدْحُ : " القَتْلُ كالتَّسْديح " " وأَن تَحْظَى المرأَةُ من زوْجِها " قال ابن بُزُرْج : سدحَتِ المَرأَةُ ورَدحَتْ إِذا حَظِيَتْ عندَ زَوْجِها ورُضِيتْ . سدْحُ المرأَةِ أَيضاً : " أَن تُكْثِر مِن وَلَدِها " . " والسّادِحةُ : السَّحابةُ الشّديدةُ " الّتي تَصْرَع كلَّ شيْءٍ . " وفُلانٌ سادِحٌ " أَي " مُخْصِبٌ " . " وسادِحٌ : قبيلةٌ " قال أَبو ذُؤيب : .
وقد أَكْثَر الوَاشونَ بيْنِي وبيْنَه ... كمَا لمْ يَغِبْ عن غَيِّ ذُبْيَانَ سادِحُ ومما يستدرك عليه : رأَيته مُنْسِدحاً : مُستلْقِياً مُفَرِّجاً رِجْلَيه ؛ كذا في الأَساس والِّلسان وسيأْتي هذا للمصنّف في " سرح " فليُنْظَر .
سرح .
" السَّرْحُ : المالُ السائِمُ " . وعن اللّيث : السَّرْحُ : المالُ يُسام في المَرْعَى من الأَنعام . وقال غيره : ولا يُسمَّى من المالِ سَرْحاً إِلاّ ما يُغْدَى به ويُراحُ . وقيل : السَّرْحُ من المالِ : ما سَرَحَ عليك . السَّرْحُ أَيضاً : " سَوْمُ المالِ كالسُّرُوحِ " بالضّمّ قال شيخنا ظاهره أَنه مَصدَرُ المتعدِّي والصّواب أَنه مصدرُ اللاّزمِ كما اقْتضاه القياس . السَّرْحُ : " إِسَامَتُها كالتَّسْريحِ " . يقال : سرَحتِ الماشيةُ تَسْرَحُ سَرْحاً وسُروحاً : سامَتْ . وسَرَّحَها هو : أَسامَها يَتعدَّى ولا يتعَدَّى . قال أَبو ذُؤيب : .
وكان مِثْلَيْنِ أَنْ لا يَسْرَحُوا نَعَماً ... حَيْثُ اسْتراحَتْ مَواشِيهِمْ وتَسْرِيحُ تقول : أَرَحْتُ الماشيةُ وأَنْفَشْتها وأَسَمْتُها وأَهْمَلْتُها وسَرحْتُها سَرْحاً هذه وَحْدَها بلا أَلِفٍ . وقال أَبو الهَيْثم في قوله تعالى : " حِينَ تُرِيحُونَ وَحينَ تَسْرَحُونَ " قال : يُقال : سَرَحْتُ الماشيةَ : أَي أَخرجتُها بالغَدارةِ إِلى المرْعَى وسَرَحَ المالُ نفسُه إِذا رَعَى بالغداةِ إِلى الضَّحاءِ ويقال : سَرَحْت أَنا سُروحاً أَي غَدَوْتُ . وأَنشد لجرير : .
وإِذا غَدوْتَ فَصَبَّحَتْكَ تَحيَّةٌ ... سَبَقَتْ سُرُوحَ الشّاحِجاتِ الحُجَّلِ السَّرْح : " شَجَرٌ " كِبَارٌ " عِظَامٌ " طِوَالٌ لا يُرْعَى وإِنما يُستَظَلُّ فيه ويَنْبُت بنَجْدٍ في السَّهْل والغَلْظِ ولا يَنبُت في رَملٍ ولا جَبَلٍ ولا يأْكلُه المالُ إِلاّ قَلِيلاً له ثَمرٌ أَصفرُ " أَو " هو " كلُّ شَجرٍ لا شَوْكَ فيه " والوَاحِدُ سَرْحةٌ . " أَو " هو " كلُّ شَجَرٍ طَالَ " . وقال أَبو حَنِيفَة : السَّرْحةُ : دَوْحةٌ مِحْلالٌ وَاسِعةٌ يَحُلُّ تحتَها النَّاسُ في الصَّيف ويَبنُون تحتَها البُيوتَ وظِلُّها صالحٌ . قال الشاعر : .
فيا سَرْحَةَ الرُّكْبانِ ظلُّكِ بارِدٌ ... وماؤُكِ عَذْبٌ لا يَحِلُّ لوارِدِ وقال الأَزهريّ : وأَخبرني أَعرابيّ قال : في السَّرْحةِ غُبْرَةٌ وهي دون الأَثْلِ في الطُّولِ ووَرَقُها صِغَارٌ وهي سَبْطَهُ الأَفْنانِ . قال : وهي مائلة النِّبْتَة أَبداً ومَيْلُهَا من بينِ جَميعِ الشَّجَرِ في شِقِّ اليَمين . قال : ولم أَبْلُ على هذا الأَعرابيّ كَذِباً . ورُوِيَ عن اللَّيْث قال : السَّرْح : شَجرٌ له حَمْلٌ وهي الأَلاَءُ والواحدةُ سَرْحَةٌ . قال الأَزهَرِيّ : هذا غَلطٌ ليس السَّرحُ من الأَلاَءِ في شيْءٍ قال أَبو عُبيدٍ : السَّرْحةُ : ضَرْبٌ من الشَّجَرِ مَعْرُوفَةٌ وأَنشد قولَ عنترةَ : .
بَطَلٌ كأَنّ ثِيابَهُ في سَرْحَةٍ ... يُحْذَى نِعَالَ السِّبْتِ ليس بتَوْأَمِ