وأَرادَ باللِّقاحِ بني حَنيفةَ سُمُّوا بذلك لأَنّهم لا يَدِينُونَ بالطّاعةِ للمُلوك وكانوا قد اعتزلوا حَرْبَ بكْرٍ وتَعْلِبَ إِلاَّ الفِنْدَ الزِّمّانيَّ . من المجاز قولهم : " بَرِحَ الخَفَاءُ كسَمِعَ " ونَصَرَ الأَخيرة عن ابن الأَعرابيّ وذكرَه الزّمخشريّ أَيضاً فهو مستدرَك على المصنّف : إِذا " وَضَحَ الأَمْرُ " كأَنه ذَهَبَ السِّرُّ وزَالَ . وفي المستقصى أَي زَالَت الخُفْيَةُ . وأَوَّلُ مَن تكلّم به شِقٌّ الكاهِنُ ؛ قاله ابنُ دريد . وقال حسّان : .
أَلا أَبِلِغْ أَبا سُفْيانَ عَنِّي ... مُغَلْغَلةً فقد بَرِحَ الخَفاءُ وقال الأَزهريّ : معناه زالَ الخَفاءُ . وقيل : معناه ظهَر ما كان خافياً وانكشف مأَخوذٌ من بَرَاحِ الأَرضِ وهو البارِزُ الظاهِرُ . وقيل : معناه : ظَهَرَ ما كُنْتُ أُخْفِي . بَرَحَ " كنَصَرَ " يَبْرُحُ بَرْحاً : إِذا " غَضِبَ " . في اللسان : إِذا غَضِب الإِنسانُ على صاحبه قيل : ما أَشَدّ ما بَرَحَ عليه . بَرضحَ " الظَّبْيُ بُرُوحاً " : إِذا " وَلاَّكَ مَياسِرَه ومَرَّ " مِن مَيامِنِكَ إِلى مَياسِرِك . ما " أَبْرَحَه " أَي ما " أَعْجَبَه " . قال الأَعشى : .
أَقولُ لها حينَ جَدَّ الرَّحي ... لُ أَبْرَحْتِ رَبّاً وأَبْرَحْتِ جَارَا