ثم اسْتَمَرّ بها شَيْحانُ مُبْتَجِحٌ ... بالبَيْنِ عنك بما يَرْآكَ شَنْآنَا وقال الجوهريّ : بَجِحَ بالشَّيْءِ بَجَحَ به " كَمَنَعَ " لُغة " ضعيفة فيه . وتَبَجَّحَ : كابْتَجَحَ . ورَجُلٌ بَجّاحٌ . وأَبْجَحَه الأَمرُ وبَجَّحَه : أَفْرَحَه : " وبَجَّحْتُه تَبْجِيحاً فتَبَجَّحَ " أَي أَفرَحْته ففَرِحَ . وفي حديث أُمِّ زرعٍ : " وبَجَّحَني فَبَجِحْت " أَي فَرَّحَني ففَرِحْت . وقيل : عَظَّمَني فعَظُمَتْ نَفْسِي عِندي . ورَجُلٌ باجِحٌ : عظيمٌ من قَومٍ بُجَّحٍ وبُجْح . وتَبجَّحَ به : فَخَرَ . وفُلانٌ يَتَبجَّحُ علينا ويَتمجَّحُ إِذا كان يَهْذِي به إِعجاباً . وكذلك إِذا تَمزَّحَ به . وقال اللِّحيانيّ : فُلانٌ يَتبَجَّحُ ويَتَمَجَّحُ أَي يَفتخِر ويُباهِي بشيْءٍ ما . وقيل : يَتعَظَّمُ . " وقد بَجِحَ يَبْجَحُ " قال الرّاعي : .
وَمَا الفقرُ عن أَرْضِ العَشِيرةِ ساقَنَا ... إِليكَ ولكِنَّا بقُرْبَاكَ نَبْجَحُ وفي الأَساس : والنِّساءُ يَتَبَاجَحْن : يَتَبَاهَيْنَ وَيَتَفَاخَرْن . ولَقِيت منه المَنَاجِحَ والمَبَاجِحَ بحح .
" بَحِحْتُ بالكسر أَبَحُّ " بالفتح " بَحَحاً " محرَّكَةً رواه ابن السِّكِّيت وهو اللُّغة الفُصحَى العالِيةُ كما قاله الأَزهريّ . قال أَبو عُبيدَةَ : " بَحَحْتُ أَبَحُّ - بفتحهما - بَحَّاً وبَحَحاً " محرَّكةً " وبَحَاحاً " كسَحَاب " وبُحوحاً " بالضَّمّ " وبُحوحَةً " بزيادةِ الهاءِ " وبَحَاحَةً " كسَحَابَة وهي لغةٌ فيه . وقد أَطلقَه أَهلُ التَّجنيس : بَحَّ يَبَحُّ ويَبُحّ : " إِذا أَخذَتْهُ بُحَّةٌ " بالضّمّ " وخُشونةٌ وغِلَظٌ في صَوْته " وربما كان خِلْقةً . ويقال : البُحَّةُ بالضّمّ : غِلَظٌ في الصَّوْت وإِن كان من داءِ فهو البُحَاحُ بالضّمّ . " وهو أَبَحُّ " بَيِّنُ البَحَحِ . ولا يقال : باحٌّ نَبَّهَ عليه الجوهريّ . " وهي بَحَّةٌ وبَحّاءُ " بَيِّنَهُ البَحَحِ . قال ابن سيده : وأُرَى اللِّحْيَانيّ حَكَى بَحِحْتَ تَبْحَحُ وهي نادِرَة لأَن مِثْل هذا إِنّمَا يُدْغَمُ ولا يُفَكّ . " وأَبَحَّه الصِّيَاحُ " يقال : ما زِلْتُ أَصِيح حتّى أَبَحَّني ذلك . " وتَبَحْبَح " الرَّجلُ : إِذا " تَمَكَّنَ في المُقَام والحُلُولِ " وتَوسَّطَ المَنزِلَ . ومنه حديثُ غِناءِ الأَنْصَاريَّةِ : .
وأَهْدَى لها أَكبُشاً ... تَبَحْبَحُ في المِرْبَدِ .
وزوجُك في النّادي ... ويَعْلَمُ ما في غَدِ أَي مُتَمَكِّنَة في المِرْبَد . وتَبَحْبَحَ في المَجْدِ : أَي أَنّه في مَجْدٍ واسِعٍ - وجعلَ الفَرَّاءُ التَّبَحْبُحَ من الباحَةِ ولم يَجْعله من المُضَاعف - " كبَحْبَحَ " تَبَحْبَحَ " الدَّارَ " وبَحْبَحُها : إِذا " تَوَسَّطَها " وتَمَكَّنَ منها . من المجاز : " بُحْبُوحةُ المَكَانِ " أَي " وَسَطُه " . والبُحْبُوحَةُ وَسَطُ المَحَلَّةِ قال جَرير : .
قَوْمِي تَمِيمٌ هُمُ القَومُ الّذين همُ ... يَنْفُون تَغْلِبَ عن بُحْبُوحَةِ الدَّارِ وفي الحديث أَنه صلّى الله عليه وسلّم قال : " مَنْ سَرَّه أَن يَسْكُنَ بُحْبُوحَةَ الجَنَّةِ فَلْيَلْزَم الجَمَاعةَ " . قال أَبو عُبَيْدٍ : أَراد ببُحْبوحَة الجَنَّةِ وَسَطَهَا . قال : وبُحْبُوحَةُ كلِّ شيْءٍ : وَسَطُه وخِيارُه . يقال : " هم في ابْتِحاحٍ " أَي في " سَعَةٍ وخِصْبِ " . وفي حديث خُزَيْمَةَ : " تَفَطَّرض اللِّحَاءُ وتَبَحْبَحَ الحَيَاءُ " أي اتَّسَعَ الغَيْثُ وتَمَكَّنَ من الأَرض . قال الأَزهريّ : وقال أَعرابيّ في امرأَةٍ ضَرَبَهَا الطَّلْقُ : تَرَكْتُهَا تَبَحْبَحُ على أَيْدِي القَوَابِل . قال الفَرَّاءُ : " البَحْبَحِيّ : الوَاسعُ في النَّفَقَة و " الوَاسعُ في " المَنْزِل " . " وبَحْبَحٌ القَصّابُ كَفَدْفَدٍ : تابِعِيّ " . " والبَحْبَحَةُ : الجَمَاعَةُ " . من المَجَاز " الأَبَحُّ : الدِّينارُ " قال الجَعْديّ يَصِفه : .
وأَبَحَّ جُنْدِيٍّ وثاقِبةٍ ... سُبِكَتْ كثاقبةٍ من الجَمْرِ