شِئْتُه أَي الشَّيْءَ أَشاؤُه شَيْأً ومَشِيئَةً كخَطيئة ومَشَاءةً ككَراهة ومَشائِيَةً كعَلانية : أَردته قال الجوهريّ : المَشِيئَة : الإرادة ومثله في المصباح والمُحكم وأَكثرُ المتكلِّمين لم يُفرِّقوا بينهما وإن كانتا في الأَصل مُختلِفَتَيْنِ فإنَّ المَشِيئَة في اللُّغة : الإيجاد والإرادة : طَلَبٌ أَومأَ إليه شيخنا ناقلَّ عن القُطْب الرَّازي وليس هذا محلُّ البسْطِ والاسمُ منه الشِّيئَة كشِيعة عن اللحيانيّ ومثله في الرَّوض للسُّهيليّ وقالوا : كلُّ شَيْءٍ بشِيئَةِ الله تعالى بكسر الشين أَي بمَشِيئَته وفي الحديث : أَنَّ يهوديًّا أَتى النبيَّ صلّى الله عليه وسلّم فقال : إنَّكم تُنْذِرونَ وتُشْرِكون فتقولون : ما شاءَ اللهُ وشِئْتُ فأَمرهم النبيُّ صلّى الله عليه وسلّم بأَن يقولوا : " ما شَاءَ اللهُ ثمَّ شِئْتُ " وفي لسان العرب وشرح المُعلَّقات : المشِيئَةُ مهموزة : الإرادة وإِنَّما فرق بين قوله : ما شَاءَ اللهُ وشِئْتُ " وما شَاءَ اللهُ ثمَّ شِئْتُ " لأنَّ الواو تُفيد الجمعَ دون الترتيب وثمَّ تَجْمَعُ وتُرَتِّب فمع الواوِ يكون قد جمعَ بين الله وبينَه في المَشِيئَةِ ومع ثمَّ يكون قد قدَّم مَشِيئَةَ اللهِ على مشِيئَتِه . والشَّيْءُ م بين النَّاسِ قال سيبويه حين أَراد أَن يجعل المذكَّر أَصلاً للمؤنَّث : أَلا ترى أَنَّ الشَّيْءَ مذكَّرٌ وهو يقع على كلِّ ما أُخْبِرَ عنه قال شيخنا : والظاهر أَنَّه مصدر بمعنى اسمِ المفعول أَي الأَمر المَشِيئُ أَي المُراد الذي يتعلَّق به القَصْدُ أَعمُّ من أَن يكون بالفِعْلِ أَو بالإمكانِ فيتناولُ الواجِبَ والمُمْكِنَ والمُمْتَنِعَ كما اختاره صاحبُ الكشَّاف وقال الراغبُ : الشَّيْءُ : عبارة عن كلِّ موجودٍ إمَّا حسًّا كالأَجسام أَو معنًى كالأَقوالِ وصرَّح البيضاوِيُّ وغيرُه بأنَّه يختصُّ بالموجود وقد قال سيبويه : إنَّه أَعمُّ العامَّ وبعض المتكلِّمينَ يُطلِقه على المعدوم أيضاً كما نُقِلَ عن السَّعْدِ وضُعِّفَ وقالوا : من أَطلقَه مَحجوجٌ بعدم استعمال العرب ذلك كما عُلِم باستقراءِ كلامِهم وبنحْوِ " كُلُّ شَيْءٍ هالِكٌ إِلاَّ وَجْهَ " إذْ المعدومُ لا يَتَّصِفُ بالهَلاكِ وبنحْوِ " وإِنْ مِنْ شَيْءٍ إِلاَّ يُسَبِّحُ بحَمْدِهِ " إِذ المعدومُ لا يُتَصَوَّرُ منه التسبيحُ . انتهى . ج أَشياءُ غير مصروف وأَشْياواتٌ جمعُ الجمعِ لشِيءٍ قاله شيخنا وكذا أَشاواتٌ وأَشاوَى بفتح الواو وحُكي كَسْرُها أيضاً وحكى الأَصمَعِيّ أَنَّه سمع رجلاً من أَفصح العرب يقول لخَلَف الأَحمر : إنَّ عندكَ لأَشَاوِي وأَصله أَشَايِيٌّ بثلاث ياءاتٍ خُفِّفت الياءُ المشدَّدة كما قالوا في صَحارِيّ صَحارٍ فصار أَشَايٍ ثمَّ أُبدل من الكسرة فتحة ومن الياءِ ألف فصار أَشَايا كما قالوا في صَحارٍ صَحارى ثمَّ أَبدلوا من الياءِ واواً كما أَبدلوا في جَبَيْتُ الخَراجَ جبايةً وجِباوَةً كما قاله ابن بَرِّيّ في حواشي الصحاح وقول الجوهريّ إنَّ أَصله أَشَائِيٌّ بياءين بالهمز أَي همز الياء الأولى كالنُّون في أَعناق إِذا جمعته قلت أَعانيق والياءُ الثانية هي المُبدلة من أَلف المدّ في أَعناقٍ تُبدل ياءً لكسر ما قبلها والهمزةُ هي لامُ الكلمة فهي كالقاف في أَعانيق ثمَّ قُلبت الهمزةُ لتطَرُّفِها فاجتمعت ثلاثُ ياءاتٍ فتوالت الأَمثالُ فاستُثْقِلت فحُذفت الوُسطى وقُلبت الأَخيرةُ أَلفاً وأُبْدِلت من الأُولى واواً كما قالوا : أَتيتُه أَتْوَةً هذا ملخَّص ما في الصحاح قال ابن بَرِّيّ : وهو غَلَطٌ منه لأنَّه لا يصِحُّ همزُ الياءِ الأُولى لكونِها أَصلاً غير زائدة وشرطُ الإبدال كونها زائدة كما تقولُ في جمع أَبياتٍ أَباييتُ ثَبتت ياؤُها لعدم زيادتها وكذا ياءُ مَعايِشَ فلا تهمز أَنت الياءَ التي بعد الألف لأصالتها هذا نصُّ عبارة ابن بَرِّيّ . قال شيخنا : وهذا كلام صحيح ظاهر لكنَّه ليس في كلام الجوهريّ الياءُ الأُولى حتَّى يردّ عليه ما ذكر وإِنَّما قال : أَصله أَشَائيّ فقُلبت الهمزة ياء فاجتمعت ثلاث ياءات . قال : فالمراد بالهمزة لام الكلمة لا الياء التي هي عين الكلمة إلى آخر ما قال . قلت : وبما سقناه من نص الجوهريّ آنفاً يرتفع إيراد شيخنا الناشئْ عن عدم تكرير النظر في عبارته مع ما