" الحَوْجُ : السَّلامَةُ " ويُقال للعاثِر : " حَوْجاً لكَ أَي سَلاَمَةً " . الحَوْجُ : الطَّلَب و " الاحْتِياج وقد حاجَ واحْتَاجَ وأَحْوَجَ " . وفي المحكم : حُجْتُ إِليك أَحُوج حَوْجاً وحِجْتُ الأَخيرةُ عن اللِّحيانيّ وأَنشد للكُمَيْتِ بنِ مَعْرُوفٍ الأَسَدِي : .
غَنيِت فلم أَرْدُدْكُمُ عندَ بُغْيَةِ ... وحُجْتُ فلم أَكْدُدْكُمُ بالأَصابعِ قال : ويُرْوى وحِجْتُ ؛ وإِنما ذَكرتُها هنا لأَنها من الواو وستُذْكَر أَيضاً في الياءِ . واحْتَجْتُ وأَحْوَجْتُ كحُجْتُ . وعن اللِّحْيَانِيّ : حاجَ الرّجُلُ يَحُوج ويَحِيجُ وقد حُجْتُ وحِجْتُ أَي احْتَجْتُ . الحُوجُ " بالضَّمّ : الفَقْرُ " وقد حاجَ الرجلُ واحْتَاجَ إِذا افْتَقَرَ . " والحَاجَةُ " والحائِجَةُ : المَأْرَبَةُ أَي معروفة . وقوله تعالى " لتَبْلُغُوا علَيْهَا حَاجَةً في صُدُورِكُم " قال ثعلب : يَعنى الأَسفارَ . وعن شيخنا : وقيل : إِنّ الحاجَةَ تُطْلَقُ على نَفْسِ الافْتِقَار وعلى الشىْءِ الذي يُفْتَقَرُ إِليه . وقال الشيخ أَبو هلالٍ العَسكرىّ في فُروقه : الحاجَة : القُصُورُ عن المَبْلَغِ المطلوبِ يقال : الثَّوْبُ يَحْتَاجُ إِلى خِرْقَة والفَقْرُ خِلافٌ الغِنَى والفَرْقُ بين النّقْصِ والحاجَة : أَن النَّقصَ سَبَبُها والمُحْتَاجُ يَحْتَاجُ إِلى نقْصِه والنَّقْصُ أَعَمُّ منها ؛ لاستعماله في المحتاجِ وغيرِه . ثم قال : قُلت : وغيرُه فَرَّقَ بأَن الحاجَةَ أَعَمُّ من الفقرِ وبعضٌ بالعُمُوم والخُصُوصِ والوَجْهِىّ وبه تَبَيَّن عَطْف الحاجة على الفقر هل هو تفسيريّ ؟ أَو عَطْفُ الأَعمِّ ؟ أَو أَلاخصّ ؟ أَو غير ذلك ؟ فتأَمَّلْ . انتهى .
قلت : صريحُ كلامِ شيخِنا أَنّ الحَاجَةَ مَعطوفٌ على الفَقْرِ وليس كذلك بل قولُه : " والحَاجَةُ " كلامٌ مُسْتَقلٌّ مبْتَدأٌ وخبرُه قولُه : مَعْرُوفٌ كما هو ظاهرٌ فلا يَحتاجُ إِلى ما ذَكرَ من الوجوه . " كالحَوْجَاءِ " بالفَتْح والمَدّ . قد تَحَوَّجَ " إِذا " طَلَبَهَا " أَي الحاجَةَ بَعْدَ الحَاجَةِ . وخَرَجَ يَتَحوَّجُ : يَتَطَلَّبُ مَا يَحْتَاجُه مِنْ معِيشَتِه . وفي الّلسان : تَحَوَّجَ إِلى الشَّىْءِ : احْتَاجَ إِليه وأَرَادَهُ . " ج : حَاجٌ " قال الشاعر : .
وأُرْضِعُ حَاجَةً بِلِبانِ أُخْرَى ... كَذَاكَ الحَاجُ تُرْضَعُ باللِّبَانِ وفي التهذيب : وأَنشد شَمِرٌ : .
" والشَّحْطُ قَطَّاعٌ رَجَاءَ مَنْ رَجَا .
" إِلاَّ احْتِضَارَ الحَاجِ مَنْ تَحَوَّجَا قال شَمِرٌ : يقول : إِذا بَعُدَ مَنِ تُحبّ انقطعَ الرَّجَاءُ إِلاَّ أَنْ تكونَ حاضراً لحاجتِك قريباً منها قال : وقال " رجَاءَ مَنْ رَجَا " ثم استثنَى فقال : إِلاَّ احْتِضَارَ الحَاج أَنْ يَحْضُرَه تُجْمع الحاجَةُ على " حَاجَاتٍ " جمْعَ سَلاَمةٍ وحِوَجٍ " بكسر ففتح قاله ثعلب قال الشاعر : .
لَقَدْ طَالَمَا ثَبَّطْتَنِي عَنْ صَحَابَتِى ... وعَنْ حِوَجٍ قِضَّاؤُهَا مِنْ شِفَائِيَا " وَحَوائجُ غيرُ قِيَاسيٍّ " وهو رأْى الأَكثَرِ " أَو مُوَلَّدَةٌ " وكان الأَصمعيّ يُنكِره ويقول : هو مُوَلَّدٌ : قال الجَوهريّ وإِنما أَنكَره بخُروجه عن القياس وإِلاّ فهو في كَثيرٍ من كلامِ العرب وينشد : .
نَهَارُ المَرْءِ أَمْثَلُ حِينَ تُقْضَى ... حَوَائجُهُ مِنَ اللَّيْلِ الطَّوِيلِ