يقول : هُمْ رُجُحٌ على بنى بُرْجانَ أَي هم أَرْجَحُ في القِتَالِ وشِدَّة البَأْسِ منهم . بُرْجَانُ : اسمُ " لِصّ م " يقال : أَسْرَقُ من بُرْجانَ وبُرْجانُ اسمٌ أَعجَمىّ وضبَطَه غيرُ واحد بالفتح وفي بعض مصَنَّفَاتِ الأَمْثَال أَنّه " بُرْجاص " بالصّاد . قال الجَوالِيقيّ وغيره : وهو غَلَط قالوا : وهذا لَقَبُه واسمه فُضَيْلٌ ويقال : فَضْلٌ وبُرْجانُ والدُه أَحَدُ بنى عُطَاردٍ من بنى سَعْدٍ وكان مولىً لبَنِى امرِئِ القَيْسِ وقال المَيْدَانِيّ : هو لِصٌّ كان في نواحِي الكُوفَةِ وصَلَبُوه وسَرَقَ وهو مَصْلُوبٌ . عن اللَّيْثِ : " حِسَابُ البُرْجَانِ " بالضّم هو مثل " قولِك : " ما جُدَاءُ كَذا في كَذا وما جَذْرُ كَذَا في كَذا " وفي بعض النّسخ كذا وكذا " فجُدَاؤُه " بالضّمّ " : مَبْلَغُه وجَذْرُه " بالفتح " : أَصلُه الذي يُضرَبُ بعضه في بَعْضٍ وجُملُته البُرْجانُ " يقال : ما جَذْرُ مائةٍ ؟ فيقال : عَشرةٌ ويقال : ما جُدَاءُ عشرة ؟ فيقال : مائةٌ . " وابنُ بَرَّجانَ كهَيَّبَانَ : مُفَسِّرٌ صُوفِىّ " . " وأَبْرَجَ " الرَّجُلُ " : بَنَى بُرْجاً كبَرَّجَ تَبْرِيجاً " . عن ابن الأَعْرَابِيّ : " بَرِجَ " أَمْرُه " كَفَرِحَ " إِذا " تَّسَعَ أَمْرُه في الأَكلِ والشُّرْبِ " . " والبَارِجُ : المَلاّحُ الفَارِهُ " . " والبَارِجَةُ : سَفِينَةٌ كَبِيرَةٌ " وجمعُها البَوَارِجُ وهي القَرَاقيرُ والخَلايَا قاله الأَصمعيّ وقَيّد غيرُهُ فقال : إِنّها سَفِينَةٌ من سُفَنِ البَحْرِ تُتَّخَذُ " للقِتَالِ " . البارِجَةُ : " الشِّرِّيرُ " وهو الكَثِيرُ الشَّرِّ يقالُ : ما فُلانٌ إِلاّ بارِجَةٌ تَرِيدُ أَنّه قد جُمِعَ فيه الشَّرّ وهو مَجَازٌ . " وتَبَرَّجَتِ " المَرْأَةُ تَبَرُّجاً " : أَظْهَرَت زِينَتَها " ومحاسِنَها " للرِّجالِ " وقيل : إِذا أَظْهَرَتْ وَجْهَها وقيل إِذا أَظْهَرَتِ المرأَةُ مَحَاسِنَ جِيدِها ووَجْهِها قيل : تَبَرَّجَتْ وتَرَى مع ذلك في عينِها حُسْنَ نَظَرٍ . وقال أَبو إِسحاقَ في قولِه تعالى : " غَيْرَ مُتَبَرِّجاتٍ بِزِينَةٍ " التَّبَرُّجُ : إِظهارُ الزِّينَةِ وما يُسْتَدْعَى بهِ شَهْوَةُ الرّجالِ وقيل : إِنَّهُنَّ كُنَّ يَتَكَسَّرْنَ في مَشْيِهنّ ويَتَبَخْتَرْن . وقال الفرّاءُ في قوله تعالى : " ولا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الجَاهِلِيَّةِ الأُولَى " ذلك في زَمنٍ وُلِدَ فيه سيِّدُنا إِبراهِيمُ النّبيّ عليه السلامُ كانَتِ تَلْبَسُ الدِّرْعَ من اللُّؤلُؤِ غيرَ مَخِيطِ الجانِبَيْنِ ويقال : كانَت تَلْبَس الثِّيَابَ لا تُوارِى جَسَدَها فأُمِرْنَ أَنْ لا يَفْعَلْنَ ذلك والمَذْمُومُ إِظْهارُ ذلك للأَجانِبِ وأَمّا للزَّوْجِ فلا صَرَّحَ به فقهاؤُنا . " والإِبْرِيجُ بالكسر " : المِمْخَضَةُ " بكسر الميم قال الشاعر : .
لقَدْ تَمَخَّضَ في قَلْبِي مَوَدَّتُها ... كما تَمَخَّضَ في إِبْرِيجِه اللَّبَنُ الهاء في إِبْرِيجِه يرجعُ إِلى اللَّبَنِ . " وبُرْجَةُ " بالضّمّ كذا هو مضبوط عندنا وإِطْلاقُه يَقْتَضِى الفتحَ كما في غير نسخةٍ " : فَرَسُ سِنانِ بنِ أَبِي حَارِثَةَ " هكذا في نسخةٍ . والذي في اللّسَان : سِنَان بن أَبِي سِنانٍ . برْجَة : " د بالمَغْرِبِ " الصّوابُ بالأَنْدَلُسِ وهو من أَعْمَالِ المَرِيَّة به مَعَادِنُ الرَّصاصِ العجيبة على وادٍ يُعرَف بوادِى عَذْراءَ مُحَدَقٍ بالأَزهارِ وكثيراً ما كان يُسَمِّيها أَهلُهَا بَهْجَة ؛ لبَهْجَةِ مَنْظَرِهَا . ونَضَارِتَهَا وفيه يقولُ أَبوالفَضْلِ بنُ شَرَفٍ القَيْرَوَانِيّ : .
حُطَّ الرِّحَالَ بِبرْجَهْ ... وارْتَدْ لِنَفْسِكَ بَهجهْ .
في قَلْعةٍ كسِلاحٍ ... ودوْحةٍ مثلِ لُجَّهْ .
فحِصْنُهَا لكَ أَمْنٌ ... وحُسْنُهَا لَكَ فرْجَهْ .
كُلّ البِلاد سِواها ... كعُمْرَةٍ وهْي حِجّهْ وانتقَلَ غالِبُ أَهلِهَا بعد اسْتِيلاءِ الكُفّارِ عليْها إِلى العَدْوَةِ وفاسَ كذا قاله شيخُنا . " منه المُقْرِىءُ علىُّ بنُ مُحَمَّدٍ الجُذامِىّ البُرْجِىّ " .
ومما يستدرك عليه : ثَوْبٌ مُبَرَّجٌ : فيه صُوَرُ البُرُوجِ قاله الزّجّاجُ . وفي التهذيب : قد صُوِّرَ فيه تَصاوِيرُ كبُرُوجِ السُّورِ قال العَجّاج :