عن ابن السِّكّيتِ : أَلْفٌ مُصْمَتٌ كما تقول : أَلْفٌ كامِلٌ وأَلفٌ أَقْرَعَ بمعنىً واحد . ويُشدَّدُ فتقول : أَلْفٌ مُصَمَّتٌ أَي : مُتَمَّمٌ كمُصّتَّمٍ . وَثوْبٌ مُصْمَتٌ إِذا كان لا يُخالِطُ لَونَه لوْنٌ . وفي حديث العَبّاس : " إِنَما نهَى رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلَّم عن الثَّوْبِ المُصْمَتِ من خَزٍّ " هو الّذي جميعُه إِبْرَيْسَمٌ لا يُخالِطه قُطْنٌ ولا غيرُه . والحُرُوفُ المُصْمَتَةُ : ما عَدا حُرُوفَ الذِّلاَقةِ وهي ما في قولك مُرْ بِنفْلٍ وأَيضاً قولُك فَرَّ مِنْ لُب . هكذا في نسختنا بل سائر النُّسَخ الّتي بأَيدينا ومثلُه في التَّكْملة . وزاد : والإِصْمات أَنّه لا يَكادُ يُبْنَى منها كلمة رُبَاعِيّة أَو خُماسِية مُعَرّاة من حُرُوف الذَّلافَة فكأَنّه قد صُمِتَ عنها . وقد سقطتْ لظةُ " ما عدا " من نسخة شيخِنا ونقل عن شيخه ابن المسنّاوِيّ أَنّ الظّاهر أَنّ لفظة " ما عدا " إِنْ وُجدتْ في نسخة فهو إِصلاح ؛ لأَنّ أَكثرَ الأُصولِ الّتي وُجِدت حالَ الإِملاءِ خالِيةٌ عنها وثبَتتْ في نُسَخ قليلة . والصُّمْتةُ بالضَّمِّ والكسْرِ رواهُما اللِّحْيَانيّ : ما أُصْمِت أَي : أُسْكِت به الصَّبِيُّ مِنْ طعَامٍ ونحْوِه كتمْرٍ أَو شيْءٍ ظرِيفٍ . ومنه قولُ بعض مُفضِّلِي التّمْرِ على الزَّبِيب : ومَالَهُ صُمْتةٌ لِعِيالِه أَي : ما يُطْعِمُهم فيُصْمِتُهُم به . وفي الحديث في صفة التَّمْرَة " صُمْتةُ الصَّغِير " يُرِيدُ : أَنَّه إِذا بَكَى أُصْمِتَ وأُسْكِتَ بها وهي السُّكْتَةُ لِمَا يُسْكَتُ به الصَّبِيُّ . وصَمِّتِي صَبِيَّكِ : أَي أَطْعِمِيه الصُّمْتة . والمُصْمِتُ كمُحْسِنٍ : سَيْفُ شَيْبانَ النَّهْدِيّ نقله الصّاغانيّ . والصِّمِّيتُ : السِّكِّيتُ زِنةً ومعْنًى أَي طويلُ الصَّمْتِ . ويقال : ما ذُقْتُ صَمَاتاً كسَحابِ : أَي ما ذُقْتُ شَيئاً . عنِ الكِسائِيّ : تقول العربُ : لا صَمْتَ يَوماً إِلى اللَّيْلِ بفتح فسكون ؛ أَو لا صَمْتَ يَومٌ : بالرّفع إِلى اللَّيْل أَو لا صَمْتَ يَوْمٍ بالخفظِ إِلى الليلِ . فمَن نَصبَ أَراد لا يَصْمُت يوماً إِلى الليل ؛ ومن رفع أَراد أَي لا يُصْمَت يومٌ تامٌّ إِلى الليل ومن خفض فلا سؤالَ فيه . وفي حديث عليٍّ Bه : أَن النَّبيّ صلَّى الله عليه وسلّم قال : " لا رضاعَ بعدَ فِصالٍ ولا يُتْمَ بعدَ الحُلُم ولا صَمْتَ يوماً إِلى اللّيل " . من المَجَاز : جارِيَةٌ صَمُوتُ الخَلْخَالَيْنِ : إِذا كانت غلِيظة السّاقيْنِ لايُسْمَع لهُمَا أَي لَخلْخَالَيْها حِسٌّ أَي صَوتٌ لِغُمُوضِه في رِجْلَيْها . وأَصْمَتَتِ الأَرضُ : إِذا أَحالتْ آخِرَ حَوْليْنِ . وممّا يُستدرَكُ عليه : يُقالُ : لم يُصْمِتْهُ ذلك : أَي لم يَكْفِهِ وأَصله في النَّفْيِ وإِنّمَا يقالُ ذلك فيما يُؤْكَلُ أَو يُشْرَبُ . ويُقَالُ للرَّجُل إِذا اعتَقَلَ لِسانُه فلم يَتكلّم : أَصْمَتَ فهو مُصْمِتٌ . وفي حديث أُسامَة بن زيْد قال : " لمَّا ثَقُلَ رسولُ اللهِ صلَّى الله عليه وسلَّم هَبَطْنا وهَبَط النّاسُ يَعْنِي إِلى المَدِينةِ فدَخلْتُ إِلى رَسُولِ اللهِ صلَّى الله عليه وسلَّم يَوْمَ أَصْمَتَ فلا يتكلّم فجَعَل يَرْفعُ يدُه إِلى السَّمَاءِ ثُمَّ يَصُبُّها عليَّ أَعْرَفُ أَنَّهُ يَدْعو لي " . قال الأَزهريُّ : قوله " يَومَ أَصْمَتَ " معناه : ليس بيني وبينه أَحَدٌ . ويحتمل أَن تكون الرِّوايةُ يوم أَصْمَتَ يُقال : أَصْمَت العَلِيلُ فهو مُصْمِتٌ إِذا اعتَقَل لِسانَهُ . وفي الحديث " أَصمَتَتْ أُمامَةُ بنتُ أَبي العاصِ " أَن اعتقَلَ لِسانُهَا . قال : وهذا هو الصَّحيح عندي لأَنّ في الحديث يَوْمَ أَصْمَتَ فلا يتكلَّمُ . وردّهُ ابنُ منظورٍ وقال : وهذا يعني أَنَّهُ صلَّى الله عليه وسلّم في مرضه اعتقَلَ يَوْماً فلم يتكلَّمْ لم يَصِحَّ . وَصَمَّتَ الرَّجُلَ : شكا إِليه فنزَعَ إِليه من شِكَايته ؛ قال : .
إِنّك لا تَشْكُو إِلى مُصَمِّتِ ... فاصْبِرْ على الحِمْلِ الثَّقِيل أَوْ مُتِ