وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

وقد علمنا يقينا أن القدرة من كل قادر في العالم فإنما هي عرض فيه وأن الحياة في الحي المعهود بضرورة العقل عرض فيه أيضا وأن العلم في كل عالم في العالم كذلك وقد وافقونا على أن الباري تعالى بخلاف ذلك فإذ قد بطل أن يكون هذا موصوفا بصفة القادر فيما بيننا والعالم منا التي لولاها لم يكن العالم عالما والقادر قادرا فإن الفعل فيما بيننا لا يقع إلا من أهل تلك الصفة فقد بطل ضرورة أن يسمى الباري تعالى بإسم قادرا وعالم أو حي استدلالا بأن الفعل فيما بيننا لا يقع إلا من عالم قادر وإذ قد جوزوا وجود علم ليس عرضا وحياة ليست عرضا وهذا أمر غير معقول أصلا فلا ينكروا وجود حي لا بحياة وسميع لا بسمع وبصير لا ببصر وكل هذا خروج عن المعهود ولا فرق وإنما يستجاز الخروج عن المعهود إذا جاء به نص من الخالق D أو قام به برهان ضروري وإلا فلا ولم يأت نص قط بلفظ الحياة ولا الإرادة ولا السمع ولا البصر واحتج بعضهم في معارضة من قال أن الحي لا يكون إلا حساسا متحركا بإرادة لأننا لم نشاهد قط حيا إلا حساسا متحركا بإرادة فقال هذا المعترض أن من اتفق له أن لا يرى نباتا إلا أخضر ولا أخضر إلا نباتا فقطع بأن كل أخضر فهو نبات فقد أخطأ .
قال أبو محمد فأول ما يقال له قل هذا لنفسك في استدلالك بأنك لم تر قط فعالا إلا حيا عالما قادرا ولا فرق ثم نعود بعون الله تعالى إلى بيان ما شغبوا به مما لا يعرفون الفرق بينه وبين ما يقع عليه فنقول وبالله تعالى التوفيق أن الأعراض تنقسم إلى قسمين أحدهما ذاتي لا يتوهم بطلانه ببطلان حامله كالحس والحركة الإرادية للحي وكذلك احتمال الموت للإنسان مع امكانية التمييز للعلوم والتصرف في الصناعات وما أشبه هذا ومن هذه الأعراض تقوم فصول الأشياء وحدودها التي تفرق بينها وبين غيرها من الأنواع التي تقع معها تحت جنس واحد فهذا القسم مقطوع على وجوده في كل ما وقع اسم حامله عليه والقسم الثاني غيري وهو ما يتوهم بطلانه ولا يبطل بذلك ما هو فيه كاجترار البعير وحلاوة العسل وسواد الغراب فإن وجد عسل مر وقد وجدناه لم يبطل بذلك أن يكون عسلا وكذلك لو وجد غراب أبيض وقد وجد لم يبطل بذلك أن يكون غرابا فمثل هذا القسم لا يقطع على أنه موجود ولا بد أبدا فهذا الفرق بين ما شغب به من النبات لأنه إن توهم النبات أحمر أو أصفر لم يبطل أن يسمى نباتا ولكنه إن توهم أن يكون النبات غير نام من الأرض ولا متغذ برطوباتها منجذبا بحر الهواء ورطوبته فإنه لا يكون نباتا أصلا وأيضا فقد قال بعضهم أنه قد يعرفه الباري حيا من لا يعرفه حساسا متحركا بإرادة قيل له وقد يعرفه حيا من لا يعرف أن له حياة وقد يعرفه جسما من لا يعرفه مؤلفا ولا محدثا وليس توهم الجهال لما توهموه من الحماقات حجة على أهل العقول والعلوم والحمد لله رب العالمين .
قال أبو محمد وبرهان ضروري وهو أن كل صفة في العالم فهي ضرورة ولا بد عرض