وقبيل ودبير وأمور يعيا بها ثبير وبلاء مبير ولغط لا يدخل فيه حكم كبير وأنا بمثل ذلك خبير ووالله يا سيدي ومن فلق الحب وأخرج الأب وذرأ من مشى ومن دب وسمى نفسه الرب لو تعلق المال الذي يجره هذا القدح ويوري سقيطه هذا القدح بأذيال الكواكب وزاحمت البدر بدره بالمناكب لما ورثه عقب ولا خلص به محتقب ولا فاز به سافر ولا منتقب والشاهد الدول والمشائيم الأول .
فأين الرباع المقتناة وأين الديار المبتناة وأين الحوائط المغترسات وأين الذخائر المختلسات وأين الودائع المؤملة وأين الأمانات المحملة تأذن الله بتتبيرها وإدناء نار التبار من دنانيرها فقلما تلقى أعقابهم إلا أعراء الظهور مترمقين لجرايات الشهور متعللين بالهباء المنثور يطردون من الأبواب التي حجب عنها آباؤهم وعرف منها إباؤهم وشم من مقاصيرها عنبرهم وكباؤهم ولم تسامحهم الأيام إلا في إرث محرر أو حلال مقرر وربما محقه الحرام وتعذر منه المرام .
هذه أعزك الله حال قبولها مع الترفيه ومالها المرغوب فيه وعلى فرض أن يستوفي العمر في العز مستوفيه وأما ضده من عدو يتحكم وينتقم وحوت بغي يبتلع ويلتقم ومطبق يحجب الهواء ويطيل في الترب الثواء وثعبان قيد بعض الساق وشؤبوب عذاب يمزق الأبشار الرقاق وغيلة يهديها الواقب الغاسق ويجرعها العدو الفاسق فصرف السوق وسلعته المعتادة الطروق مع الأفول والشروق فهل في شيء من هذا مغتبط لنفس حرة أو ما يساوي جرعة حال مرة واحسرتا للأحلام ضلت وللأقدام زلت ويا لها مصيبة جلت .
ولسيدي أن يقول حكمت باستثقال الموعظة واستجفائها ومراودة الدنيا بين خلانها وأكفائها وتناسي عدم وفائها فأقول الطبيب بالعلل أدرى والشفيق بسوء الظن مغرى وكيف لا وأنا أقف على السحاءات بخط يد سيدي