معاقب بخيره والسعيد من اتعظ بغيره والحزم أفضل ما إليه ينتسب وعقل التجربة بالمرانة يكتسب وهو أن بعضا ممن ينسب إلينا بوشائج الأعراق لا بمكارم الأخلاق ويمت إلينا بالقرابة البعيدة لا بالنصبة السعيدة ممن كفلناه يتيما وصناه ذميما شتيما وبوأناه مبوأ كريما بعد أن نشأ حرشوفا دميما وملعونا لئيما ونوهناه من خموله بالولاية ونسخنا حكم تسحبه بآية العناية داخل أخا لنا كنا ألزمناه الاقتصار على قصره ولم نجعل أداة تدل على حصره وسامحناه في كثير من أمره ولم نرتب بزيده ولا عمره واغتررنا برماد علا على جمره فاستدعى له من الصعاليك شيعته كل درب بفك الأغلاق وتسرب أنفاق النفاق وخارق للإجماع والإصفاق وخبير بمكان الخراب ومذاهب الفساق وتسور بهم القلعة من ثلم شرع في سده بعد هده ولم تكمل الأقدار المميزة في ليلة آثرنا مبيتنا ببعض البساتين خارج قصورنا واستنبنا من يضطلع بأمورنا فاستتم الحيلة التي شرعها واقتحم القلعة وافترعها وجدل حرس النوبة وصرعها وكبس محل النائب عنا وجد له ولم ينشب أن جد له واستخرج الأخ البائس فنصبه وشد به تاج الولاية وعصبه وابتز أمرنا وغصبه .
وتوهم الناس أن الحادثة على ذاتنا قد تمت والدائرة بنا قد ألمت ولقد همت فخذل الناصر وانقطعت الأواصر وأقدم المتقاصر واقتحمت الأبهاء والمقاصر وتفرقت الأجزاء وتحللت العناصر وفقد من عين الأعيان النور الباصر فأعطوه طاعة معروفة وأصبحت الوجوه إليه مصروفة وركضنا وسرعان الخيل تقفو أثر منجاتنا والظلام يخفيها وتكفي السماء والله يكفيها إلى أن خلصنا إلى مدينة وادي آش خلوص القمر السرار لا نملك إلا نفسا مسلمة لحكم الأقدار ملقية لله مقادة الاختيار مسلوبة بموجب الإستقرار وناصحنا أهل تلك المدينة فعملوا على الحصار واستبصروا في الدفاع عنا أتم الاستبصار ورضوا لبيوتهم المصحرة وبساتينهم المستبحرة