( وكأنما سكن الأراقم جوفها ... من عهد نوح خشية الطوفان ) .
( فإذا رأين الماء يطفح نضنضت ... من كل خرق حية بلسان ) .
قال ولم يسبقهم الى الإحسان وإنما سبقهم بالزمان علي بن محمد الإيادي التونسي في قوله .
( شرعوا جوانبها مجاذف أتعبت ... شادي الرياح لها ولما تتعب ) .
( تنصاع من كثب كما نفر القطا ... طورا وتجتمع اجتماع الربرب ) .
( والبحر يجمع بينها فكأنه ... ليل يقرب عقربا من عقرب ) .
( وعلى جوانبها أسود خلافة ... تختال في عدد السلاح المذهب ) .
( وكأنما البحر استعار بزيهم ... ثوب الجمال من الربيع المعجب ) .
ومن هذه القصيدة الفريدة في ذكر الشراع .
( ولها جناح يستعار يطيرها ... طوع الرياح وراحة المتطرب ) .
( يعلو بها حدب العباب مطاره ... في كل لج زاخر معلولب ) .
( يسمو بآخر في الهواء منصب ... عريان منسرح الذؤابة شوذب ) .
( يتنزل الملاح منه ذؤابة ... لو رام يركبها القطا لم يركب ) .
( وكأنما رام استراقة مقعد ... للسمع إلا أنه لم يشهب ) .
( وكأنما جن ابن داود هم ... ركبوا جوانبها بأعنف مركب ) .
( سجروا جواهم بينهم فتقاذفوا ... منها بألسن مارج متلهب ) .
( من كل مسجون الحريق إذا انبرى ... من سجنه انصلت انصلات الكوكب ) .
( عريان يقدمه الدخان كأنه ... صبح يكر على ظلام غيهب ) .
ومن اولها