( فالعين دونك لا تحلى بلذتها ... والدهر بعدك لا يصفو تكدره ) .
( أخفي اشتياقي وما أطويه من أسف ... عن البرية والأنفاس تظهره ) .
قال في المطمح هو شاعر مادح وعلى أيك الندى صادح لم ينطقه إلا معن أو صمادح فلم يرم مثواهما ولم ينتجع سواهما واقتصر على المرية واختصر قطع المهامه وخوض البرية فعكف فيها ينثر درره في ذلك المنتدى ويرشف أبدا ثغور ذلك الندى مع تميزه بالعلم وتحيزه الى فئة الوقار والحلم وانتمائه الى آية سلف ومذهبه مذاهب أهل الشرف وكان له لسن ورواء يشهدان له بالنباهة ويقلدان كاهله ماشاء من الوجاهة وقد أثبت له بعض ما قذفه من درره وفاه به من محاسن غرره فمن ذلك قوله .
( إلى الموت رجعى بعد حين فإن أمت ... فقد خلدت خلد الزمان مناقبي ) .
( وذكري فى الآفاق طار كانه ... بكل لسان طيب عذراء كاعب ) .
( ففي أي علم لم تبرز سوابقي ... وفي أي فن لم تبرز كتائبي ) .
وحضر مجلس المعتصم بحضور ابن اللبانة فأنشد فيه قصيدا أبرز به من عرى الإحسان مالم ينفصم واستمر فيها يستكمل بدائعها وقوافيها فإذا هو قد أغار على قصيد ابن الحداد الذي أوله .
( عج بالحمى حيث الظباء العين ) .
فقال ابن الحداد مرتجلا .
( حاشا لعدلك يا ابن معن أن يرى ... في سلك غيري دري المكنون )