وانطلق ابن مسعود والطليق قبله ووقع بينه وبين الطليق وعاد المدح هجاء فقال فيه .
( ولي جليس قربه مني ... بعد الأماني كذبا عني ) .
( قد قذيت من لحظه مقلتي وقرحت من لفظه أذني .
( هون لي في السجن من قربه ... أشد في السجن من السجن ) .
( لو أن خلقا كان ضدا له ... زاد على يوسف في الحسن ) .
( إذا ارتمى فكري في وجهه ... سلط إبطيه على ذهني ) .
( كأنما يجلس من ذا وذا ... بين كنيفين من النتن ) .
وقال يخاطب المنصور من السجن .
( دعوت لما عيل صبري فهل ... يسمع دعواي المليك الحليم ) .
( مولاي مولاي ألا عطفة ... تذهب عني بالعذاب الأليم ) .
( إن كنت أضمرت الذي زخرفوا ... عني فدعني للقدير الرحيم ) .
( فعنده نزاعة للشوى ... وعنده الفردوس ذات النعيم ) .
وركب بعض أهل المرية في وادي إشبيلية فمر على طاقة من طاقات شنتبوس وهو يغني .
( خلين من واد ومن قوارب ... ومن نزاها في شنتبوس ) .
( غرس الحبق الذي في داري ... أحب عندي من العروس ) .
فأخرجت رأسها جارية وقالت له من أي البلاد أنت يا من غنى فقال