ع : ذكر محمد بن حبيب أن الصافر طائر يتعلق من الشجر برجليه وينكس رأسه خوفاً من أن ينام فيؤخذ فيصفر منكوساً طول ليلته .
وزعم ابن الأعرابي أنهم أرادوا بالصافر المصفور به فقلبوه أي إذا صفر به هرب كما يقال : ما بالدار صافر أي مصفور به قال الشاعر : .
( خَلَتِ الدِّيَارُ فما بِهَا ... ممَّنْ عَهِدْتُ بِهِنَّ صَافِرْ ) .
وذكر أبو عبيدة : أن الصافر هو الذي يصفر للمرأة بالريبة وهو وجل حذر مخافة أن يظهر عليه قال الكميت : .
( أَرجو لكم أَنْ تَكونُوا في مَوَدَّتِكُمْ ... كلباً كَوَرْهَاءَ تقلي كلَّ صفار ) .
( لما أَجَابَتْ صَفِيراً كَانَ آتيَها ... مِنْ قَابسٍ شَيَّطَ الوَجْعاءَ بِالنَّارِ ) .
وحديث ذلك أن رجلاً من العرب كان يعتاد امرأة وهي جالسة مع بنيها وزوجها فيصفر لها فعند ذلك تخرج إليه عجيزتها من وراء البيت وهي تحدث ولدها فيقضي منها وطره ثم إن بعض بنيها أحسّ بذلك فجاء ليلاً وصفر بها ومعه مسمار مُحْمى فأخرجت عجيزتها على عادتها فكوى بالمسمار صَدْعَها فأحسّت بالموت وتجلّدت ثم إن الخِلّ جاءها بعد ذلك فصفر بها فقالت : قد قَلَيْنا صفيركم فضرب بها الكميت المثل .
قال أبو عبيد : يقال : ( أَسْرَعُ مِنْ نِكَاحِ أُمّ خَارِجَة ) قال : وهي بنت سعد بن قُدادٍ من بجيلة