فشرد الظبي ومرَّ حين مدّ يديه .
والأريقط الذي ذكرَ هو حميد الأرقط قال في هجو ضيفِ نزل به : .
( أَتانا ولم يَعْدِلْهُ سَحْبانُ وائِلٍ ... بياناً وعِلْماً بِالَّذي هُوَ قَائِلُ ) .
( تُدبلُ كَفَّاهُ ويحْدرُ حَلْقُه ... إِلى البطن ما ضُمَّتْ عليْه الأَناملُ ) .
( يقول وفد أَلْقَى مَراسِيَ مقْعدٍ ... أَبِنْ ليَ ما الحَجَّاجُ بِالنَّاسِ فَاعِلُ ) .
( فَقُلْتُ لَعَمْري مَا لِهذا طَرَقْتَنَا ... فَكُلْ وَدَعِ التَّسْآلَ مَا أَنْتَ آكل ) .
( فَمَا زَالَ عَنْهُ اللَّقْمُ حَتَّى كأَنَّه ... مِنَ العيِّ لما أَنْ تَكَلَّمَ بَاقِل ) .
وقد وهم أبو عبيد أيضاً في سحبان وائل فقال : إنه من ربيعة ظنّه وائل ابن ساقط بن هنب أبا بكر وتغلب وإنما هو من وائل باهلة وهو وائل بن معن ابن أعصر بن قيس وكان من خطباء العرب وبلغائها وفي نفسه يقول : .
( لقد علم الحيّ اليمانونَ أَنَّني ... إِذا قلْتُ أَمّا بعد أَني خطيبُها ) .
وهو القائل يمدح طلحة الطلحات الخزاعي : .
( يا طلَحَ أَكرم مَنْ مَشى ... حَسَباً وَأَعْطاهُ لِتَالدْ ) .
( مِنْكَ العَطَاءُ فَأَعْطِني ... وَعَلَيَّ حَمْدُكَ في المشاهد ) .
فقال له طلحة : أحتكم فقال : برذونك الورد وقصرك بزرنج وغلامك الخباز وعشرة آلاف درهم .
فقال طلحة : أف لك لم تسألني على قدري وإنما سألتني على قدرك وقد باهلة والله لو سألتني كل قصر وعبد ودابة لأعطيتك .
وسحبان وائل أول من آمن بالبعث في الجاهلية وأول من توكأ على عصا من العرب وأول من قال ( أما بعد ) من العرب وعمر مائة وثمانين سنة