قلت : إنما مثل بها لما ذكره محمد بن حبيب البصري أنها جمعت النساء عند موت رسول الله يضربن بالدفوف لعنها الله .
قال أبو عبيد : قال الأصمعي : يقال ( إِنَّهُ لأَجْوَدُ مِنْ لافِظَةٍ ) وقال أبو زيد ( أَسْمَحُ مِنْ لافِظَةٍ ) فيقال : إنها الرحى سميت بذلك لأنها تلفظ ما تطحنه ويقال : إنها العنز وجُودها أنها تدعى للحلب وهي تعتلف فتُلقي ما في فيها وتُقبل للحلب .
ع : بعضهم : هي الحمامة لأنها تخرج ما في بطنها لفرخها وقال آخرون : هي الديك لأنه يأخذ الحبة بمنقاره فلا يأكلها ولكن يلقيها إلى الدجاجة إلا المسن منها فإنه لإستغنائه عن الدجاج يأكل الحب دونها ويمنعها منه .
وقال قوم : هي البحر لأنه يلفظ بالدرة الجليلة التي لا قيمة لها والهاء للمبالغة قال الشاعر : .
( تَجُودُ فَتُجْزِلُ قَبْلَ السُّؤالِ ... وَكَفُّكَ أَسْمَحُ من لافِظهْ ) .
قال أبو عبيد : قال الفراء : يقال ( إنّهُ لأكْذَب من الشيخ الغريب ) وقال أبو زيد : ( إِنّهُ لأَكْذَبُ مِن الأَخيذِ الصَّبْحَان ) وقال : هو الفصيل الذي قد اتخم من اللبن .
ع : أما قولهم : أكذب من الشيخ الغريب فإنه يتزوج في غربة وهو ابن سبعين سنة فيزعم أنه ابن أربعين سنة وأما تفسير أبي عبيد في قولهم ( أكذب من الأخيذ الصبحان ) فلا يدرى له معنى وأصله أن رجلاً كان خرج من حيه وقد اصطبح لبناً فلقيه جيش يريدون قومه فقالوا له : أين قومك فقال : إنما بتّ