( فَطَاوَعَ أَمْرَهُمْ وَعَصى قَصِيراً ... وَكَانَ يَقُولُ لَوْ نَفَعَ اليَقيِنا ) .
فلما صار جذيمة في بلاد الزبى قال لقصير : ما الرأي قال ( ببقّة تركت الرأي ) فذهبت مثلاً .
وقال له : ستلقاك الخيول فإن صارت أمامك فالمرأة صادقة وإن أحاطت بك فالقوم غادرون فاركب العصا ( فإنه لا يشق غباره ) فإني راكبه ومسايرك عليه فلقيته الخيول والكتائب فأحاطت به وحالت بينه وبين العصا ونظر الأبرش إلى قصير على ظهر العصا فقال ( وَيْلٌ امِّهِ حَزْماً عَلى ظَهْرِ العصَا ) فأرسلها مثلاً فلما وصل جذيمة إلى الزبى كشفت له عن شوارها وقد ضفرت شعرته فقالت : يا جذيمة أشوارَ عروس ترى قال : ما أرى إلا شوار لخناء .
فأمرت الزبى بفصاده في طست ذهب تفاؤلاً أن ثأره قد ذهب وقد قيل لها : إن سقط من دمه شيء في غير الطست طلب بدمه فلما ضعفت يده سقطت فقطر دمه في غير الطست .
وقال سويد بن أبي كاهل : .
( وَأَبُو مَالِكٍ الملْكُ الَّذي ... قَتَلَتْهُ بِنْتُ عَمْرٍو بِالخُدَعْ ) .
وخَلَفَ جذيمةَ في ملكه عمرو اللخمي ابن أخته ولم يكن لجذيمة ولد وهو الذي يقال له فيه ( شَبَّ عَمْرٌو عَنِ الطَّوْقِ ) فانتقل ملك الحيرة من الأزد إلى لخم فقال قصير لعمرو تأهب واستعددْ ولا تطَلّ دم خالك .
ولم يزل قصير يعمل الحيلة ويزاول المكيدة في خبر طويل حتى أدرك عمرو بثأر خاله .
والزبىّ على وزن فعلى مقصور وقد ردّ العلماء فيه المدّ لأنه تأنيث زبان الإسم المستعمل فأما زباء ممدود فإنما هو تأنيث أزب ولم يستعمل اسماً وإنما هو صفة للكثير شعر البدن وإذا وصفت الداهية بالشدة قيل داهةي زبّاء .
والشاهد لما