عند الله على عملنا إلا بمحمد فهو أشرفنا وقومه أشرف العرب ثم الأقرب فالأقرب ووالله لئن جاءت الأعاجم بعمل وجئنا بعمل دونهم لهم أولى بمحمد منا يوم القيامة فإن من قصر به عمله لم يسرع به نسبه .
وروى أن عمر Bه حين أراد وضع الديوان قال بمن أبدأ فقال له عبد الرحمن بن عوف ابدأ بنفسك فقال عمر أذكر أني حضرت رسول الله وهو يبدأ ببني هاشم وبني عبد المطلب فبدأبهم عمر ثم بمن يليهم من قبائل قريش بطنا بعد بطن حتى استوفى جميع قريش ثم انتهى إلى الأنصار فقال عمر ابدأوا برهط سعد بن معاذ من الأوس ثم بالأقرب فالأقرب لسعد .
وأما المساواة والمفاضلة في العطاء فقد اختلف فيه فكان أبو بكر Bه يرى التسوية بينهم في العطاء ولا يرى التفضيل بالسابقة كما حكاه عنه الماوردي في الأحكام السلطانية .
قال أبو هلال العسكري في الأوائل وقد روى عن عوانة أنه قال جاء مال من البحرين إلى أبي بكر Bه فساوى فيه بين الناس فغضبت الأنصار وقالوا له فضلنا فقال إن أردتم أن أفضلكم فقد صار ما عملتموه للدنيا وإن شئتم كان ذلك لله فقالوا والله ما عملناه إلا لله وانصرفوا فرقي أبو بكر Bه المنبر فحمد الله وأثنى عليه ثم قال يا معشر الأنصار لو شئتم أن تقولوا إنا آويناكم وشاركناكم أموالنا ونصرناكم بأنفسنا لقلتم وإن لكم من الفضل ما لا يحصى له عدد وإن طال الأمد فنحن وأنتم كما قال الغنوي