العلم والعمل فعدق به من مصالح المسلمين ما لم يتركه أولا إلا موافقة له لا رغبة عن خياله ورعى برنا وفادته فاقتضى إعادته من مناصبه إلى ما لم يزل مشرق الأفق بكمال طلعته وطلعة كماله من ظهرت لوامع فوائده وبهرت بدائع فرائده وتدفقت بحار فضائله وتألقت أشعة دلائله وتنوعت فنونه فهو في كل علم ابن بجدته وفارس نجدته وحامل رايته وجواد مضماره الذي تقف جياد الأفكار دون غايته .
ولما كان فلان هو هذا البحر الذي أشير إلى تدفقه والبدر الذي أوميء إلى كمال ما تألق به من أفقه وكانت وكالة بيت المال المعمور بحلب المحروسة من المناصب التي لا يتعين لها إلا من تعقد الخناصر عليه ويشار ببنان الاختصاص إليه ويقطع بجميل نهوضه فيما يوضع من المصالح الإسلامية بيديه وله في مباشرتها سوابق وآثار إن لم تصفها ألسنة الأقلام أوحت بها تلك الأحوال الخالية وهي نواطق اقتضت آراؤنا الشريفة إنعام النظر في الإنعام عليه بمكان ألفه ومنصب رفع ما أسلفه من جميل السيرة قدره عندنا وأزلفه .
فرسم بالأمر الشريف لا زال بابه ثمال الآمال وأفق السعد الذي لو أمه البدر لما فارق رتب الكمال أن يفوض إليه كذا لما ذكر من أسباب عينته وفضائل تزينت به كما زينته ووفادة تقاضت له نزل الكرامة واقتضت له مواد الإحسان وموارده في السرى والإقامة .
فليل هذه الرتبة التي على مثله من الأئمة مدار أمرها وبمثل قوته في مصالحها يتضاعف در احتلابها ويترادف احتلاب درها مراعيا حقوق الأمة فيما جره الإرث الشرعي إليهم مناقشا عن المسلمين فيما قصره مذهبه المذهب من الحقوق المالية عليهم واقفا بالحق فيما يثبت بطريقه المعتبر تابعا لحكم الله فيما يختلف سبيله وفيما يحرر بالعيان أو يحقق بالخبر محافظا على ما