حرس الله به حومة الدين وحمى جانبه وحفظ به أقوال الهدى عن المجادلة من المبتدعين وأطرافه من المجاذبة وكانت حراسته معدوقة باختيار الأئمة الأعلام وموقوفة على كل من يطاعن البدع عند الاستفتاء برماح الخط وليست رماح الخط غير الأقلام ومصرفة إلى كل منصف في قضاياه حتى لو ترافعت إليه الليالي لأنصفها من الأيام .
ولما كان فلان هو مدلول هذه العبارة ومرتمى هذه المشارة ومرتمق هذه الإشارة وقد حل من الممادح في محل صعب المرتقى على متوقله وطلع من منازل سعودها في بروج بعيدة الأوج إلا على سير بدره وتنقله وطالما حكم فأحكم وفصل ففصل وروج فما رجع وعدل فعدل وشهدت مراتبه الشريفة بأنه خير من تنولها ميراثا واستحقاقا وأجل من كادت تزهو به مطالع النجوم إشرافا وإشراقا وكانت حلب المحروسة مركز دائرة لأيامه وسلك جوهر تصريفه الذي طالما تقلدت أحسن العقود بنظامه وقد افتخرت به افتخار السماء بشمسها والروضة بغرسها والأفهام بإدراك حسبها والأيام بما عملته من خير في يومها وأسلفته في أمسها وقد اشتاقت إلى قربه شوق النفس إلى تردد النفس والليلة إلى طلوع النجم أو لا فإلى إضاءة القبس .
فذلك خرج الأمر الشريف بأن يجدد له هذا التوقيع بالحكم والقضاء بالمملكة الحلبية وأعمالها وبلادها على عادته .
فليستخر الله تعالى وليستصحب من الأحكام ما همته ملية باستصحابه ويستوعب من أمورها ما تتوضح المصالح باستيعابه ويقم بها منار العدل والإحسان وينهض بتدبير ما أقعده منها زمانة الزمان وعنده من الوصايا المباركة ما يستغني به عن المساهمة فيها والمشاركة لكن الذكرى النافعة عند مثله نافقة فإن لم يكن شعاع هلال فبارقة وليتق الله ما استطاع ويحسن عن أموال اليتامى الدفاع ويحرس موجود من غاب غيبة يجب حفظ ماله فيها شرعا ويقطع سبب من رام لأسباب الحق قطعا ولا يراع لحائف حرمة فإن حرمات