المستفيدين صواب الهداية وغدا سابقا في حلبة العلماء إلى أقصى غاية كم قرب إلى الأذهان غامض المشكل وأوضح مفهومه وكم أشاع فرائد فوائده التي طبق الأرض بها علومه وكم أباح لقط ألفاظه المشحونة بالحكم فتحلى الناس بدررها المنثورة والمنظومة مع ما له من دين متين واستحقاق للتقدم مبين وصلاح بلغ به درجات المتقين المرتقين واتباع لسنن الحق في الحكم بين الخلق عن يقين اقتضى حسن الرأي الشريف أن يقرن منصب القضاء بجماله وأن يعوض عن إمامه المفقود بإمامه الموجود ليستمر الأمر على حاله .
فلذلك رسم لا زالت أئمة العلم الشريف في أيامه يخلف بعضهم بعضا وأقدارهم تدوم رفعتها مدى المدد فلا تجد نقصا ولا نقضا أن يفوض .
فليباشر ذلك بعلمه المأثور وحكمه المشهور وإنصافه الذي يعدل فيه واتصافه بالحق الذي ما برح يوفيه قاضيا بين الخصوم بما أمر الله D مراقبا لخشية الله على عادته مذيعا للملة الحنيفية أنواع إفادته قاطعا بنصل نصه مشكل الإلباس جامعا في أحكامه المسددة بمقتضى مذهبه بين الكتاب والسنة والقياس والوصايا كثيرة وملاكها التقوى وهي مادته وطريقه المستقيم وجادته وما زالت عمدته التي يعتمد عليها وعدته التي يستند في إسناد أمره إليها والله تعالى يجمل الأيام بأحكامه ويبلغه من خير الدنيا والآخرة غاية مراده ومرامه إن شاء الله تعالى .
وهذه نسخة توقيع بقضاء قضاة المالكية أيضا أنشأته لقاضي القضاة جمال الدين البساطي المذكور عند عوده إلى الوظيفة لأربع بقين من ذي القعدة سنة سبع وثمانمائة وقد وافق عوده عود شيخ الإسلام جلال الدين عبد