وخلاله الفائت جهد الأعيان الأفاضل بعفو استقلاله المعتصم من المشايعة بالسبب المتين المتميز على الأكفاء بمآثره المأثورة وفضله المبين وما زالت مساعيك في طاعة أمير المؤمنين توجب لك منه المزيد تستدعي لمنزلتك من جميل رأيه مضاعفة التشييد وتخصك من الاجتباء بالنصيب الوافر الجزيل وتبلغك من تتابع النعم ما يوفي على الرجاء والتأميل .
وقد باشرت جلائل الولايات وعدق بك أفخم المهمات فاستعملت السيرة العادلة وسست السياسة الفاضلة وجمعت على محبتك القلوب وبلغت الرعية من إفاضة الإنصاف كل مؤثر ومطلوب وإذا برقت بارقة نفاق ونجم ناجم من مردة المراق كنت الولي الوفي والمخلص الصفي والمدافع عن الحوزة بجهاده والمحامي عنها بماضي عزمه وصادق جلاده والباذل مهجته دون ولي نعمته والجاهد فيما يحظيه بنائل مواته وتأكد أذمته ومجلي ظلام الخطب الدامس بحسامه ومزيل الخطب الكارث برأيه واعتزامه ومواقفك في الحروب تكشف الكروب وتروي من دماء الأبطال ظامئات الغروب وتورد سنان اللدن العاسل وريد الكمي الباسل وتحكم ظبا المناصل في الهامات والمفاصل وتستبيح من مهج الأقران كل مصون وترميهم من قوارع الدمار بضروب متسعة الفنون فآثارك في كل الحالات محمودة وشرائط الاصطفاء فيك فاضلة موجودة .
وحضر بحضرة أمير المؤمنين فتاه ووزيره وكافل ملكه وظهيره السيد الأجل الملك الذي فأثنى عليك ثناء وسع فيه المجال وخصك من شكره وإحماده بما أفاض عليك حلل الفخر والجمال وقرر لك