ما نتوخاه من الإحتياط على جوانبكم ونعتمده من الإيثار لكم والإعتناء بكم أن نتخير للتقديم عليكم من نعلم منه الأحوال المرضية حقيقة ونحمد سيره فيما يحاوله وطريقه .
ولما كان فلان ممن حمدت مقاصده وشكرت في المحاولات الإجتهادية عوائده وحسنت فيما نصرفه فيه مصادره وموارده رأينا والله القاضي فيما نذره ونأتيه بالتوفيق الذي يكون به انقيادالنجح وتأتيه أن نقدمه لحفظ جهاتكم وتأمين أرجائكم وجنباتكم ووصيناه أن يجتهد فيما قلدناه من ذلك كل الإجتهاد وينتهض في إذهاب الشر وإرهاب أهل الفساد وبأن يسلك فيما يتولاه من الأحكام سنن الحق ويجري على سبيل العدل والرفق ويدفع أسباب المظالم وينصف المظلوم من الظالم فإذا وافاكم فتلقوه بنفوس منبسطة وعقائد على العمل الصالح مرتبطة وكونوا معه على تمشية الحق يدا واحدة وفئة في ذات الله متعاونة متعاضدة بحول الله سبحانه .
ومنها ما كتب به بإعادة وال إلى ناحية وهي .
وإنا كتبناه إليكم كتبكم الله من المتعاونين على البر والتقوى وأعلقكم من طاعته بالحبل الأمتن الأقوى من فلانة والذي نوصيكم به تقوى الله تعالى والعمل بطاعته والإستعانة به والتوكل عليه وقد صرفنا إليكم فلانا بعد أن أقام هنا شاهدا مشاهد للتعلم نافعة مباشرا من المذاكرة في الكتاب والسنة مجالس ضامنة لخير الدنيا والآخرة جامعة مطالعا لأحوال الموحدين أعزهم الله في مآخذهم الدينية ومقاصدهم المحيية لما درس من الملة الحنيفية فنال بذلك كله خيرا كثيرا وأحرز به حظا من السعادة كبيرا وظفر منه بما يكون له في كل ما ينظر فيه سراجا منيرا وقد أعدناه إلى الشغل الذي كان يتولاه لجهتكم حرسها الله ووصيناه بتقوى الله تعالى الذي لا يطلع على السرائر سواه وأن يكون بما شاهده مما تقدم ذكره مقتديا وبأنواره الساطعة التي لا يضل من اهتدى بها مهتديا ولا