تتعرف وبما تطبع مهابته من البيض ببيض الهند في المهج تتصرف .
المملوك يخدم بدعاء يحلق إلى أفقه ويحل العلياء والمجرة في طرقه ويهدي منه ما يعتدل به التاج فوق مفرقه ويعتد له النجم ولا يثنيه إلا وسادة تحت مرفقه ويسمو إلى مقام جلاله ولا يسأم من دعاء الخير ولا يمل له إذا ملت النجوم عن السير ولا يزال يصف ملكه المحمدي بأكثر مما وصف به الملك السليماني وقد قال وأوتينا من كل شيء وعلمنا منطق الطير .
قلت وهذا الدعاء المعطوف مما يؤكد ابتداء المكاتبة بالدعاء خلافا لما تقدم أنه مقتضى تصوير كلامه في التعريف .
واعلم أن في هذه المكاتبة على ما ذكره في التعريف شيئين قد خالف فيهما قاعدة المكاتبات عن الأبواب السلطانية .
أحدهما إتيانه في التعريف في ألقابه بالمولوي .
والثاني قوله في الصدر المتقدم الذكر المملوك يخدم .
فقد ذكر صاحب التعريف في كتابه عرف التعريف أن السلطان لا يكتب عنه في العلامة المملوك وإنما خالف القاعدة في ذلك هنا تعظيما لمقام المكتوب إليه وإعلاء لرتبته حيث قال في أول كلامه إنه أعظم ملوك الأرض على ما تقدم ذكره فعبر عن مقامه بما يليق به وخاطبه بما يليق بخطابه كما تقدم أنه كان يكتب إلى أبواب الخلافة المملوك أو الخادم ينتهب ثرى الأعتاب أو يقبل الأرض ونحو ذلك تعظيما لمحل الخلافة لا سيما وقد تقدم أن صاحب الهند حينئذ كان يدعي الخلافة إلا أن