مواقعة الفرنج المخذولين أعداء الدين ومقارعتهم في سائر السواحل بشدة البأس والتمكين إلى أن أمكن الله D من نواصيهم وصياصيهم بنصر من عنده كما قال تعالى ( وكان حقا علينا نصر المؤمنين ) .
والآن فقد صدرت هذه المكاتبة إلى المقام العالي السلطاني وبقية الألقاب والنعوت إلى آخرها حسب ما تقدم ذكره تخص مقامه بسلام أرق من النسيم وألطف مزاجا من التسنيم وثناء قد ازرى نشره بالعبير وسرى بشره فغدت تتهلل به الأسارير .
وتبدي لعلم المقام العالي زيدت معدلته أنه لما يبلغنا من عدل الحضرة الشريفة وإنصافة للرعايا وتأمين سبل الجور المخيفة وسلوكه سنن الإحسان وتأكد عقود المحبة على عادة من سلف في سالف الزمان قصدنا مفاتحته بهذه المكاتبة وأردنا بداءته بهذه المخاطبة ليعلم ما نحن عليه من صحيح الوداد وأكيد الاتحاد وجميل الاعتقاد وحسن الموالاة الخالصة من شوائب الانتقاد وجهزنا بها رسلنا فلان وفلان ومن معهما نستدعي وده ونستدني ولاءه الذي أحكم عقده لتأكد المصافاة بين هاتين الدولتين والمخالصة من كلتا الجهتين والموالاة بين المملكتين ويأمر المقام العالي لا زال عاليا بتردد التجار من تلكم الديار والمواصلة بالأخبار على حسب الاختيار ومتابعة الرسل والقصاد على أجمل وجه معتاد .
وقد وجهنا إلى المقام العالي أعلى الله شأنه صحبة رسلنا المذكورين من الأقمشة السكندري وغيرها على سبيل الهدية والمواهب السنية ما تضمنته الورقة المجهزة طيها فليأمر المقام العالي دامت معدلته بتسليم ذلك ويتيقن وفور المحبة من سلطاننا المالك وتأكد أسباب المودة على أجمل المسالك والله تعالى يجمل ببقاء سلطانه ملك الممالك ويديم عدله المبسوط على الأولياء