التقدم والفضل فهي بآثارك الحميدة فيها وإكبارك الجد في تشييد مبانيها وكونك كافيا أمر المحاماة من ورائها كافا عنها ما يخشى من حدوث أسباب الفساد واعترائها منيعة الجانب مريعة الجناب سريعة فيها السعود إلى ما يلبي نداءها بأحسن التلبية والجواب .
ثم إنه وإن كانت زلفك إلى حضرة أمير المؤمنين بادية الحجول والغرر غير محتاجة إلى إقامة الدليل عليها بما اتضح من أمرها واشتهر فإن فلانا يعيد جلاءها دائما في أبهى الملابس وأنضرها ويجيد الجد في الدلالة على تقابل مخبرها في الجمال ومنظرها ويكشف من صفاء السرائر فيها والبواطن وما يطلع عليه منها في كل المحال والمواطن ما يسهب في وصفه ويعجب سماع ذكره ويطرب .
وفي هذه النوبة عاد وقد زاد على المعهود من شكرك وجازه وأبان عن صلته بالوعد في ضمان النجح منك نجازه وأوجب على نفسه أن لا يقف عند حد فيما يؤدي إلى نشر محامدك في الأرض وطي الجوانح لك على الإخلاص الصادق المحض .
ولما مثل بحضرة أمير المؤمنين على رسمه الذي وسم بالجمال جبينه وابتسم ثغر التوفيق فيه عما أصبح النجح أليف سعيه وقرينه وبحسب فوزه من شرف الحظوة برتبة لم ينلها أحد الأقران له في الزمان وفوته شأو أبناء جنسه يوم المضمار والرهان كفاء ما يستوجبه بغلاء قيمته في الكمال والغناء به في كل مقام أمن حد مضائه فيه الكلال أشار بذكر مقاصدك التي حزت بها من غنائم الحمد الصفايا وشاد مباني محامدك بفضل الإبانة عن السرائر والخفايا وتابع الثناء على كل من أفعالك التي أمسى هلالك فيها مقمرا ووضح فيها كونك بشروط الإخلاص محبا مضمرا وشرح من توفرك على كل قربة غراء تغري