القلوب إلى غير ذلك مما يجري هذا المجرى على ما يقتضيه اصطلاح كل زمن في الابتداآت .
المعنى الثاني أن يكون الحسن فيه راجعا إلى ما يوجب التحسين من سهولة اللفظ وصحة السبك ووضوح المعنى وتجنب الحشو وغير ذلك من موجبات التحسين كما كتب الأستاذ أبو الفضل بن العميد عن ركن الدولة بن بويه إلى من عصى عليه مفتتحا كتابه بقوله كتابي إليك وأنا متردد بين طمع فيك وإياس منك وإقبال عليك وإعراض عنك فإنك تدل بسالف خدم أيسرها يوجب رعاية ويقتضي محافظة وعناية ثم تشفعها بحادث غلول وخيانة وتتبعها بألف خلاف ومعصية أدنى ذلك يحبط أعمالك ويسقط كل ما يرعى لك .
وكما كتب أبو حفص بن برد الأندلسي عن ملكه إلى من عصى عليه ثم عاد إلى الطاعة كتابا افتتحه بقوله أما بعد فإن الغلبة لنا والظهور عليك جلباك إلينا على قدمك دون عهد ولا عقد يمنعان من إراقه دمك ولكنا لما وهب الله تعالى لنا من الإشراف على سرائر الرياسة والحفظ لشرائع السياسة تأملنا من ساس جهتك قبلنا فوجدنا يد سياسته خرقاء وعين خدامته عوراء وقدم مداراته شلاء لأنه مال عن ترغيبك فلم ترجه وعن ترهيبك فلم تخشه فأدتك حائجتك إلى طلاب المطاعم الدنية وقلة مهابتك إلى التهالك على