الألقاب قائما مقام الركن .
وأما كون عز الإسلام والمسلمين أعلى من مجد الإسلام والمسلمين فلأن العز أجدى في النفع من المجد فقد تقدم أن ابن السكيت قال إن المجد لا يكون إلا بشرف الآباء ولا نزاع في أن العز في تعارف الملوك أكثر جدوى وأوفر نفعا في تحصيل المقاصد وقد ذكر أبو جعفر النحاس في صناعة الكتاب أن الكتاب في الزمن القديم كانوا يجعلون الدعاء بالعز عقب الدعاء بطول البقاء فإنه يكون بالعز مصونا عاليا آمنا غنيا .
وأما كون مجد الإسلام والمسلمين أعلى من مجد الإسلام الشيء كلما تعدى فعله إلى غيره كان أرفع رتبة ومجد الإسلام والمسلمين يتعدى إلى شيئين وهما الإسلام والمسلمين ومجد الإسلام لا يتعدى إلا إلى شيء واحد وهو الإسلام فلذلك إذا اعتبرت الألقاب المضافة إلى أمير المؤمنين رأيت أعلاها في أرباب السيوف قسيم أمير المؤمنين ودونه خليل أمير المؤمنين ودونه عضد أمير المؤمنين ودونه سيف أمير المؤمنين ودونه حسام أمير المؤمنين .
أما كون قسيم أمير المؤمنين أعلى من خليل أمير المؤمنين فلأن القسيم بمعنى المقاسم والمراد أنه قاسم أمير المؤمنين الملك وساهمه في الأمر فصارا فيه مشتركين وخليل أمير المؤمنين مأخوذ من الخلة بضم الخاء وهي الصداقة وفرق بين من يقاسم الخليفة فيصير عديله في الأمر وبين من يكون خليله وصاحبه على أنه قد تقدم أن الملوك قد أربت بأنفسها عن اللقب لاستبدادهم بالملك واستيلائهم عليه .
وأما كون خليل أمير المؤمنين على من عضد أمير المؤمنين فلأن العضد