الرجال تسمى عندهم الوطواط .
ويتقدم أمام الكل بوق عظيم يسمى الجنبا وهو بوق ملوي من قرن وحش عندهم من نوع بقر الوحش اسمه عجرين في طول ثلاثة أذرع مجوف يسمع على مسيرة نصف يوم يعلم من سمعه ركوب الملك فيبادر إلى الركوب معه من له عادة به .
وأما ترتيب الملك عندهم فإن من عادتهم أن الملك يجلس على كرسي من حديد مطعم بالذهب علوه أربعة اذرع من الأرض ويجلس أكابر الأمراء حوله على كراسي اخفض من كرسيه وبقية الأمراء وقوف أمامه ويحمل رجلان السلاح على رأسه .
ويختص صاحب وفات بأنه إذا ركب حمل على رأسه جتر على عادة الملوك .
ثم إن كان الملك راكبا فرسا كان حامل الجتر ماشيا بازائه والجتر بيده وإن كان راكبا بغلا كان حامل الجتر رديفه والجتر بيده على رأس الملك .
وبالجملة فإنه يعد من حشمة الملك أو الأمير عندهم أنه إذا كان راكبا بغلا أن يردف غلامه خلفه بخلاف ما إذا كان راكبا فرسا فإنه لا يردف خلفه أحدا .
ومما يعد ب وفات من حشمة الملك أو الأمير أنه إذا مشى يتوكأ على يدي رجلين .
وملوكهم تتصدى للحكم بأنفسهم وإن كان عندهم القضاة والعلماء .
وليس لأحد من الأمراء ولا سائر الجند إقطاعات على السلطان ولا نقود كما بمصر والشام بل لهم الدواب السائمة .
ومن شاء منهم زرع واستغل ولا يعارض في ذلك .
وليس لأحد من ملوكهم سماط عام بل إنما يمد سماطه له ولخاصته ولكنه يفرق على أمرائه بقرا عوضا عن أمر أكلهم على السماط .
وأكثر ما يعطى الأمير الكبير منهم مائتا بقرة .
قلت وأهمل المقر الشهابي بن فضل الله في مسالك الأبصار والتعريف عدة بلاد من ممالك الحبشة المسلمين .
منها جزيرة دهلك .
قال في تقويم البلدان بفتح الدال المهملة وسكون الهاء ثم لام مفتوحة وكاف .
وهي جزيرة في بحر القلزم واقعة في الإقليم