وإِذ قد ثَبَتَ أن الخبرَ وسائرَ معاني الكلام معانٍ يُنشئها الإنسان في نفسِه ويصرفها في فِكْره ويناجي بها قلبَه ويراجعُ فيها لُبَّهُ فاعلم أنَّ الفائدة في العلم بها واقعةٌ من المنشىءِ لها صادرةٌ عن القاصِدِ إليها وإذا قلتَ في الفعل إنه موضوعٌ للخَبَرِ لم يكنِ المعنى فيه أنه موضوعٌ لأن يعلم به الخبرُ في نفسِه وجنسهِ ومن أصله وما هو . ولكنَّ المعنى أنه موضوعٌ حتى إِذا ضَمَمْتَهُ إلى اسمٍ عُقِل منه ومن الاسمِ أن الحُكْم بالمعنى الذي اشتقَّ ذلك الفعل منه على مسمّى ذلك الاسم واقعٌ منك أيها المتكلم