فيزعموا أن قولَنا : طويلُ النِّجاد وطويلُ القامة واحدٌ وأنَّ حال المعنى في بيت ابن هَرْمة - المنسرح - : .
( . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . وَلا ... أبتاع إلاّ قريبة الأجلِ ) .
كحالِه في قولك : أنا مضيافٌ . وأنك إِذا قلتَ : رأيتَ أسداً لم يكنِ الأمرُ أقوى من أن تقولَ : رأيتُ رجلاً هو مِنَ الشجاعةِ بحيث لا ينقصُ عن الأسد . ولم تكن قد زدتَ في المعنى بأن ادَّعيتَ له أنه أسدٌ بالحقيقة ولا بالغتَ فيه . وحتَّى يزعموا أنه لا فضلَ ولا مزيةَ لقوله : ألقيتُ حبلَه على غاربه . على قولك في تفسيره : خَلَّيتُهُ وما يريدُ وتركتُه يفعلُ ما يشاء . وحتَّى لا يجعلوا للمعنى في قوله تعالى : ( وأُشْرِبُوا في قُلُوبِهِم العجلَ ) مزيةً على أن يقال : اشتدت محبَّتُهم للعجلِ وغلبتْ على قلوبهم . وأن تكونَ صورةُ المعنى في قولِه عزَّ وجل : ( واشتعلَ الرأسُ شيباً ) صورته في قولِ من يقولُ : وشابَ رأسي كلُّه وابيضَّ رأسي كلّه . وحتّى لا يروا فَرقاً بين قولِه تعالى : ( فما ربِحَتْ تَجَارَتُهم ) وبينَ : فما ربحوا في تجارتِهم وحتى يرتكبوا جميعَ ما أريناك الشناعةَ فيه من أنْ لا يكونَ فرقٌ بين قولِ المتنبي : .
( وتَأْبى الطِّباعُ على النَّاقِلِ ... ) .
وبينَ قولهم : إِنك لا تقدر أن تغيِّر طباعَ الإِنسان . ويجعلوا حالَ المعنى في قولِ أبي نواس : .
( ولَيْسَ لله بمستنكرٍ ... أنْ يجمعَ العالمَ في واحدِ ) .
كحالهِ في قولنا : إِنه ليس ببديعٍ في قدرةِ الله أن يجمعَ فضائلَ الخلق كلِّهم في