سمي مضارعا وإن كان قريبا منه كان مضارعا أيضا وأنا أذكر شاهد كل منهما فإن الفرق بينهما يدق عن كثير من الأفهام ولم يساعده على ظلمة شكه غير ضياء الحسن .
والمضارع هو المتشابه في المخرج كقوله تعالى وهو إلى الغاية التي لا تدرك ( وهم ينهون عنه وينأون عنه ) ومنه قوله ( الخيل معقود في نواصيها الخير إلى يوم القيامة ) .
ومثله قول بعضهم البرايا أهداف البلايا .
ومن النظم قول الشريف الرضي C .
( لا يذكر الرمل إلا حن مغترب ... له إلى الرمل أوطار وأوطان ) .
فاللام والراء والنون من مخرج واحد عند قطرب والجرمي وابن دريد والفراء .
قال بعض أهل الأدب في كتاب راش سهامه بالعقوق ولوى ماله عن الحقوق .
فالعين والحاء من مخرج واحد .
ويعجبني قول الشيخ جمال الدين بن نباتة في هذا الباب .
( رق النسيم كرقتي من بعدكم ... فكأننا في حيكم نتغاير ) .
( ووعدت بالسلوان واش عابكم ... فكأننا في كذبنا نتخاير ) .
فالغين والخاء من مخرج واحد .
انتهى الكلام على المضارع ومقاربه في مخارج حروفه على الأبدال واللاحق قد تقدم أنه ما أبدل من أحد ركنيه حرف من غير مخرجه كقوله تعالى ( فأما اليتيم فلا تقهر وأما السائل فلا تنهر ) .
وكتب بعضهم في جواب رسالة وصل كتابك فتناولته باليمين ووضعته مكان العقد الثمين .
ومن النظم قول البحتري وأجاد إلى الغاية .
( عجب الناس لاعتزالي وفي الأطراف ... تلفى منازل الأشراف ) .
( وقعودي عن التقلب والأرض ... لمثلي رحيبة الأكناف ) .
( ليس عن ثروة بلغت مداها ... غير أني امرؤ كفاني كفافي )