وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

وعلى منوال الاستثناء الأول الذي هو العمدة في هذا الباب نظم أصحاب البديعيات وهو إخراج القليل من الكثير بزيادة معنى بديع يزيد على معنى الاستثناء فبيت الشيخ صفي الدين الحلي .
( فكل ما سر قلبي واستراح به ... إلا الدموع عصاني بعد بعدهم ) .
فبيت صفي الدين هنا غير خال من العقادة ومراده فيه أن كل شيء كان يسره قبل الفراق ويطيعه عصاه إلا الدموع فإنها أطاعته .
ومعنى هذه الزيادة اللطيفة لا يخفى على أهل الذوق .
والعميان لم ينظموا هذا النوع في بديعيتهم وبيت الشيخ عز الدين .
( الناس كل ولا استثناء لي عذروا ... إلا العذول عصاني في ولائهم ) .
مراد عز الدين في زيادة معناه على معنى الإستثناء أن عذوله خالف الإجماع .
وبيت بديعيتي .
( عفت القدود فلم أستثن بعدهم ... إلا معاطف أغصان بذي سلم ) .
قال الله تعالى ( كل حزب بما لديهم فرحون ) هذا البيت ما أعلم أنني إذا أطنبت في وصفه يكون الإطناب لشدة فرحي به لكونه نظمي أو لأن الأمر على حقيقته .
فإن زيادة معناه على معنى الاسثتناء وغرابة أسلوبه وشرف نسيبه وحسن انسجامه وسهولة ألفاظه ومراعاة نظيره لا تخفى على المنصف من أهل الأدب .
وأما ترشيح تورية الاستثناء بذكر القدود والمعاطف فإنه من النسمات التي حركت القدود والمعاطف والتكميل بذي سلم لكون القصيدة نبوية في غاية الكمال .
والذي أقوله إنه ما يدخل نظر المتأمل إلى بيت أعمر منه في هذا الباب والله أعلم بالصواب