وفانيا بباق ألا ترون أنكم في أسلاب الهالكين وسيخلفها من بعدكم الباقون كذلك حتى تردوا إلى خير الوارثين ثم أنتم في كل يوم تشيعون غاديا ورائحا إلى الله قد قضى نحبه وبلغ أجله ثم تغيبونه في صدع من الأرض ثم تدعونه غير موسد ولا ممهد قد خلع الأسباب وفارق الأحباب وواجه الحساب مرتهنا بعمله غنيا عما ترك فقيرا إلى ما قدم وايم الله إني لأقول لكم هذه المقالة وما أعلم عند أحد منكم من الذنوب أكثر مما عندي فأستغفر الله لي ولكم وما تبلغنا عن أحد منكم حاجة يتسع لها ما عندنا إلا سددناها ولا أحد منكم إلا وددت أن يده مع يدي ولحمتى الذين يلوننى حتى يستوي عيشنا وعيشكم وايم الله إني لو أردت غير هذا من عيش أو غضارة لكان اللسان مني ناطقا ذلولا عالما بأسبابه لكنه مضى من الله كتاب ناطق وسنة عادلة دل فيها على طاعته ونهي فيها عن معصيته ثم بكى فتلقى دموع عينيه بطرف ردائه ثم نزل فلم ير على تلك الأعواد حتى قبضه الله .
198 - خطبة أخري .
وروي أن آخر خطبة خطبها C حمد الله وأثنى عليه ثم قال أيها الناس الحقوا ببلادكم فإني أنساكم عندي وأذكركم ببلادكم ألا وإني قد استعملت عليكم رجالا لا أقول هم خياركم ولكنهم خير ممن هم شر منهم ألا فمن ظلمه عامله بمظلمة فلا إذن له علي ألا وإني نعت نفسي وأهل بيتي هذا