307 - ( حجام ساباط ) يضرب به المثل فى الفراغ يقال أفرغ من حجام ساباط كما يضرب المثل فى الشغل بذات النحيين فيقال أشغل من ذات النحيين ومن خبره انه كان حجاما ملازما لساباط المدائن فإذا مر به جند وقد ضرب عليهم البعث حجمهم نسيئة بدانق واحد إلى وقت قفولهم وكان مع ذلك يمر به الأسبوع والأسبوعان ولا يدنو منه احد فعندما يخرج أمه فيحجمها ليرى الناس أنه غير فارغ فما زال ذلك دأبه حتى نزف دم أمه فماتت فجأة وسار فراغ الحجام مثلا .
وسمعت الخوارزمى يقول إن هذا الحجام حجم مرة كسرى أبرويز فأمر له بما اغناه عن الحجامة فكان لا يزال فارغا مكتفيا يضرب بفراغه المثل كما قال ابن بسام .
( دار أبى جعفر مفروشة ... ما شئت من بسط وأسماط ) .
( وبعد ما بينك من خبزه ... كبعد بلخ من سميساط ) .
( مطبخة قفر وطباخة ... أفرغ من حجام ساباط .
وكان ابن الرومى إذا ذكر ابا حفص الوراق فى شعره يسميه وراقى ساباط كما قال .
( دعنى وإيا أبا حفص ساتركه ... حجام ساباط بل وراق ساباط ) .
308 - ( قاضى منى ) يضرب به المثل فى احتمال المشقة والتزام المؤونة معا وربما يقال أرخص من قاضى منى أنشدنى أبو بكر الخوارزمى لغيره .
( قلت زورينى فقالت عجبا ... أترانى يا فتى قاضى منى ) .
( إذ يصلى وعليه زيهم ... أنت تهوانى وآتيك انا )