له وكان عدوا له يناوئه فرجع عن رأيه وعزمه فى أمر ابن المعتز وأخذ فى إحكام أمر المقتدر وأحضر غلمان الدار ووعدهم الزيادة فى أرزاقهم فلما أصبح ابن المعتز وأراد الركوب إلى دار الخلافة قال له وزيره محمدبن داود بن الجراح ننتظر قليلا إلى أن ينفض الطريق من عامة تعرضت فيه فقال له ابن المعتز أهم معنا أم علينا فقال ليسوا معنا قال ابن المعتز .
( ليس يومى بواحد من ظلوم ... ) .
يريد أن أهل بغداد كانوا مع المستعين على ابن المعتز وهم الآن مع المقتدر عليه ثم جد فى الركوب فقدم أمامه الجيش إلى الشارع فلقيهم غلمان المقتدر والحشم فرموهم ومنعوهم من النفوذ وانكب العامة عليهم بالرجم فلم يجدوا مخلصا ولا مسلكا وبعث المقتدر بشذوات وطيارات فيها غلمان ومعهم خاله غريب فتصاعدوا فلما قاربوا الدار التى فيها ابن المعتز ومعهم المطارد ضجوا وكبروا وكبرت العامة حول الدار فجعل الناس يتسللون لواذا ويرمون أنفسهم فى السميريات وهرب ابن المعتز وكان متلثما فعرفه خادم لابن الجصاص الجوهرى وسعى به حتى أخذ وحدر فى طيار إلى باب الخاصة قال الصولى فوقفت حتى رأيته من حيث لم يرنى وقد أخرج من الطيارة حافيا وعليه غلالة قصب فوقها مبطنه بملحم خراسانى يضرب إلى الصفرة قليلا وعلى رأسه مجلسية فلما صار إلى مؤنس الحاجب لطمه لطمة فانكب على وجهه وأدخل الحبس فمات وقيل بل أميت بعد أيام ولم يقدر أحد على رثائه سوى ابن بسام فإنه قال .
( لله درك من ميت بمضيعة ... ناهيك فى العلم والآداب والحسب )