( أزاح بلبالى غناء البلبل ... إذ مر فى ألحانه كالموصلى ) .
وقال آخر .
( خلق ما يكاد يصبر عنه ... قلب خلق إلا بألف كفيل ) .
( وحديث كأن إسحاق يحدو ... فى تضاعيفه بشعر جميل ) .
216 - ( غناء إبراهيم بن المهدى ) كان من آدب الناس وأشعرهم وأبلغهم وغلب عليه الغناء فبرز وأعجز وسحر وبهر حتى ضرب به المثل وكان عجيب الشأن بديع الوصف والحال وكان أسود شديد السواد براق اللون وأبوه المهدى ابيض وأمه أميل إلى السواد وتنقلت به أحوال وأدوار وتقلد الخلافة سنين إلى أن دخل المأمون بغداد وهو مسنتر ثم ظهر وعفا عنه المأمون ورد عليه امواله وأكرمه ونادمه ورتبه فى مشايخ بنى هاشم .
وكان غناء إبراهيم لأخيه الرشيد ثم للثلاثة من بنى أخيه الخلفاء وهم الأمين والمأمون والمعتصم وطرب المعتصم يوما لغنائه فقال أحسنت يا أمير االمؤمنين فقال إبراهيم عربدت يا أمير المؤمنين .
وكان إذا ضرب وغنى لأحدهم فى الصحارى والمصائد والمتنزهات وقفت له الطير وعكفت عليه الوحوش حتى تكاد تؤخذ بالأيدى .
وكان أبو عيسى بن الرشيد يقول له السكر على صوتك شهادة يا عم .
وكان أحمد بن يوسف يقول فيه القلوب من غنائه على خطر فكيف الجيوب .
وقرأت لأبى إسحاق الصابى فصلا لأبى عثمان الخالدى استحسنته