يركب بزذونا قبله ولا بعده وكنيته أبو الأخطل لطول ذنبه وأنشد السراج الوراق في ذم البراذين يقول .
( لصاحب الأحباس برذونة ... بعيدة العهد عن القرط ) .
( إذا رات خيلا على مربط ... تقول سبحانك يا معطي ) .
( تمشي إلى خلف إذا ما مشت ... كأنما تكتب بالقبطي ) .
الخواص إذا شربت امرأة دمه لم تحبل أبدا وزبله يخرج المشيمة والجنين الميت وإذا جفف وذر منه على من به الرعاف انقطع رعافه وكذا الجرح ( برغوث ) تفتح منه الباء وتضم وكنيته أبو طامر وأبو عدي وأبو وثاب وهو يثب إلى ورائه .
حكي أنه يعرض له الطيران كالنمل وهو يطيل السفاد ويبيض ويفرخ وأصله أولا من التراب لا سيما في الأماكن المظلمة وسلطانه في أواخر الشتاء وأول فصل الربيع ويقال أنه على صورة الفيل وله أنياب وخرطوم وقال بعضهم دبيبها من تحتي أشد من عضها وليس ذلك بدبيب ولكن البرغوث خبيث يستلقي على ظهره ويرفع قوائمه فيزغزغ بها فيظن من لا علم له أنه يمشي تحت جنبيه وكان أبو هريرة رضي الله تعالى عنه يفلي ثوبه فيلتقط البراغيث ويدع القمل فقال له أنس في ذلك فقال أبدأ بالفرسان وأكر على الرجالة وأنشد أعرابي .
( ليل البراغيث أعياني وأنصبني ... لا بارك الله في ليل البراغيث ) .
( كأنهن وجلدي إذ خلون به ... أيتام سوء أغاروا في المواريث ) وقال أبو الرماح الأزدي .
( تطاول بالفسطاط ليلي ولم يكن ... بوادي الغضى ليلي علي يطول ) .
( تؤرقني حدب قصار أذلة ... وإن الذي يؤذينه لذليل )