وما خضاب النحر فكانوا اذا أرسلوا الخيل على الصيد فسبق واحد منها خضبوا صدره بدم الصيد علامة وأما نصب الراية فكانت العرب تنصب الرايات على أبواب بيوتها لتعرف بها وأما جز النواصي فكانوا اذا أسروا رجلا ومنوا عليه وأطلقوه جزوا ناصيته .
وأما الالتفات فكانوا يزعمون ان من خرج في سفر والتفت وراءه لم يتم سفره فان التفت تطيروا له وكانوا يقولون من علق عليه كعب الأرنب لم تصبه عين ولا سحر وذلك أن الجن تهرب من الأرانب لأنها تحيض وليست من مطايا الجن ويزعمون أن المرأة إذا أحبت رجلا وأحبها ثم لم يشق عليها رداءه وتشق عليه برقعها فسد حبهما ويزعمون أن الرجل اذا قدم قرية فخاف وباءها فوقف على بابها قبل ان يدخلها ونهق كما تنهق الحمير لم يصبه وباؤها ويزعمون ان الحرقوص وهو دويبة أكبر من البرغوث تدخل في فروج الأبكار فتفتضهن ويزعمون ان الرجل إذا ضل فقلب ثيابه اهتدى وكانوا يزعمون ان الناقة اذا نفرت وذكر اسم أمها فإنها تسكن وكانت لهم خرزة يزعمون ان العاشق اذا حكها وشرب ما يخرج منها صبر وتسمى السلوان ونكاح المقت من سنتهم وهو ان الرجل اذا مات قام ولده الاكبر فألقى ثوبه على امرأة أبيه فورث نكاحها فإن لم يكن له بها حاجة زوجها لبعض أخوته بمهر جديد فكانوا يرثون النكاح كما يرثون المال ولهم حكايات عجيبة وأحوال غريبة والله تعالى اعلم بالصواب واليه المرجع والمآب وصلى الله على سيدنا محمد النبي الأمي وعلى آله وصحبه وسلم