البحار مداد والاشجار أقلام وجميع الخلائق كتاب لما استطاعوا أن يجمعوا النزر اليسير من بعض صفاته ولكلوا عن الإتيان ببعض بعض وصف معجزاته ومدح رجل هشام بن عبدالملك فقال له يا هذا إنه قد نهى عن مدح الرجل في وجهه فقال ما مدحتك ولكن ذكرتك نعم الله عليك لتجدد لها شكرا فقال له هشام هذا أحسن من المدح ووصله وأكرمه وكتب رجل إلى عبدالله بن يحيى بن خاقان رأيت نفسي فيما أتعاطى من مدحك كالمخبر عن وضوء النهار الباهر والقمر الزاهر وايقنت أني حيث انتهى من القول منسوب إلى العجز مقصر عن الغاية فانصرفت عن الثناء عليك إلى الدعاء لك العجز مقصر عن الغاية فانصرفت عن الثناء عليك إلى الدعاء لك ووكلت الإخبار عنك إلى علم الناس بك وقال الحرث بن ربيعة في رجل من آل المهلب .
( فتى دهره شطران فيما ينوبه ... ففي بأسه شطر وفي وجوه شطر ) .
( فلا من بغاه الخير في عينه قذى ... ولا من زئير الحرب في أذنه وقر ) .
وقال أعرابي لرجل لا يذم بلد أنت تأويله ولا يشتكي زمان أنت فيه وكان الحجاج يستثقل زياد بن عمرو العكلي فلما قدم على عبدالملك بن مروان قال يا أمير المؤمنين إن الحجاج سيفك الذي لاينبو وسهمك الذي يبطش وخادمك الذي لا تأخذه فيك لومة لائم فلم يكن بعد ذلك على قلب الحجاج أخف منه وقال رجل لآخر أنت بستان الدنيا فقال له وأنت النهر الذي يسقى منه ذلك البستان وقال رجل لأبي عمرو الزاهد صاحب كتاب الياقوتة في اللغة أنت والله عين الدنيا فقال له وأنت والله نور تلك العين وقال القاسم بن أمية بن أبي الصلت الثقفي .
( قوم إذا نزل الغريب بدارهم ... تركوه رب صواهل وقيان ) .
( وإذا دعوتهم ليوم كريهة ... سدوا شعاع الشمس بالفرسان )