وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

الذي كان مع الجارية فأعطاه الطبق وقال له أمض إلى فلان الخادم وقل له يقول لك الأمير املأ هذا الطبق مسكا فمضى ذلك الفراش إلى الخادم فذكر له ذلك فقتله وقطع رأسه وغطاه وجعله في الطبق وأقبل به فناوله لأحمد اليتيم فأخذه وليس عنده علم من باطن الامر فلما دخل به على الامير كشفه وتأمله وقال ما هذا فقص عليه خبره وقعوده مع المغنين وبقية الندماء وسؤالهم له الجلوس معهم وما كان من انفاد الطبق وإرساله مع الفراش وأنه لا علم عنده غير ما ذكره قال أتعرف لهذا الفراش خبر يستوجب به ما جرى عليه فقال أيها الامير إن الذي تم عليه بما ارتكبه من الخيانة وقد كنت رأيت الإعراض عن إعلام الامير بذلك وأخذ أحمد يحدثه بما شاهده وما جرى له من حديث الجارية من أوله إلى آخره لما انفذه لإحضار السبحة الجوهر فدعا الامير أبو الجيش بتلك الجارية واستقررها فأقرت بصحة ما ذكره أحمد فأعطاه إياها وأمره بقتلها ففعل وازدادت مكانة أحمد عنده وعلت منزلة لديه وضاعف إحسانه إليه وجعل أزمة جميع ما يتعلق به بيديه فانظر رحمك الله إلى آثار الوفاء كيف تحمى من المعاطب وتنجي من قبضة التلف بعد إمضاء القواضب ويفضى بصاحبه إلى ارتفاء غوارب المراتب فهذا الغلام لما وفى لمولاه بعهده وهو بشر مثله وليس في الحقيقة بعبده واطلع الله D على صدق نيته وقصده دفع عنه هذه القتلة الشنيعة بلطف من عنده فإذا كان العبد مع خالقه ورازقه وافيا في طاعته بعقده كيف لا يفيض عليه من ألطاف مواهب بره ورفده ويفتح له من أنواع رحمته وأقسام نعمته ما لا ممسك له من بعده وقالوا ليس شيء أوفى من القمرية إذا مات ذكرها لم تقرب آخر بعده ولا تزال تنوح عليه إلى أن تموت والله سبحانه وتعالى أعلم بالصواب وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيرا إلى يوم الدين والحمد لله رب العالمين