فقال معن للرجل مالك وماله فقال إن امير المؤمنين طالبه قال خل سبيله قال لا أفعل فأمر معن غلمانه فأخذوه غصبا وأردفه بعضهم خلفه ومضى الرجل فأخبر أمير المؤمنين المهدي بالقصة فأرسل خلف معن فأحضره فلما دخل عليه قال له يا معن أتجير علي قال نعم يا أمير المؤمنين قتلت في يوم واحد في طاعتكم خمسة آلاف رجل هذا مع أيام كثيرة تقدمت فيه طاعتى أفما تروني أهلا أن تجيروا إلى رجلا واحدا استجار بي فاستحيا المهدي وأطرق طويلا ثم رفع رأسه وقال قد أجرنا من أجرت يا ابا الوليد قال ان رأى أمير المؤمنين أن يصل من استجار بي فيكون قد أجاره وحباه قال قد أمرت له بخمسين ألف درهم فقال معن يا أمير المؤمنين ينبغي أن تكون صلات الخلفاء على قدر جنايات الرعية وأن ذنب الرجل عظيم فإن رأى امير المؤمنين أن يجزل صلته فليفعل قال قد أمرت له بمائة ألف درهم فرجع معن إلي منزله ودعا بالرجل ودفع له المال ووعظه وقال له لا تتعرض لمساخط الخلفاء .
وكان جعفر بن ابي طالب يقول لأبيه يا أبت إني لأستحي أن أطعم طعاما وجيراني لا يقدرون على مثله فكان أبوه يقول إني لأرجو أن يكون فيك خلف من عبد المطلب وسقط الجراد قريبا من بيت بعض العرب فجاء أهل الحي فقالوا نريد جارك فقال أما جعلتموه جاري فوالله لا تصلون إليه وأجاره حتى طار فسمى مجير الجراد وقيل هو أبو حنبل والحكايات في معنى ذلك كثيرة والله سبحانه وتعالى أعلم وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم