أنه زور عنه كتابا إلى أعدائه وعزله لم يأت إليه أحد ممن كان يصحبه ولا توجع له ثم أن السلطان ظهر له في بقية يومه أنه بريء مما نسب إليه فخلع عليه ورد إليه وظائفة فأنشد يقول هذه الأبيات .
( تحالف الناس والزمان ... فحيث كان الزمان كانوا ) .
( عاداني الدهر نصف يوم ... فانكشف الناس لي وبانوا ) .
( يا أيها المعرضون عنا ... عودوا فقد عاد لي الزمان ) .
ومثله في المعني .
( أخوك أخوك من يدنو وترجو ... مودته وإن دعي استجابا ) .
( إذا حاربت حارب من تعادى ... وزاد سلاحه منك اقترابا ) .
وقال أبو بكر الخالدي .
( وأخ رخصت عليه حتى ملنى ... والشيء مملول إذا ما يرخص ) .
( ما في زمانك من يعز وجوده ... إن رمته إلا صدق مخلص ) .
فيجب على الإنسان أن لا يصحب إلا من له دين وتقوى فإن المحبة في الله تنفع في الدنيا والآخرة وما أحسن ما قال بعضهم .
( وكل محبة في الله تبقي ... على الحالين من فرج وضيق ) .
( وكل محبة فيما سواه ... فكالحلفاء في لهب الحريق ) .
فينبغي للإنسان أن يجتنب معاشرة الأشرار ويترك مصاحبة الفجار ويهجر من ساءت خلته وقبحت بين الناس سيرته قال الله تعالى ( الاخلاء يومئذ بعضهم لبعض عدو إلا المتقين ) وقال تعالى ( وما من دابة في الأرض ولا طائر يطير بجناحيه إلا أمم أمثالكم ) فأثبت الله المماثلة بيننا وبين البهائم وذلك إنما هو في الأخلاق خاصة فليس أحد من الخلق إلا وفيه خلق من أخلاق البهائم ولهذا تجد أخلاق الخلائق مختلفة فإذا رأيت الرجل جاهلا في خلائقه غليظا في طبائعه قويا في