فلم يأمره بقطعهم وإنما أمره بالبراءة من عملهم السيء وقال الأرواح أجناد مجندة فما تعارف منها ائتلف وما تنكر منها اختلف وقال E إن روحي المؤمنين ليلتقيان من مسيرة يوم ما رأى أحدهما صاحبه وفي ذلك قال بعضهم .
( هويتكم بالسمع قبل لقائكم ... وسمع الفتي يهوى لعمرى كطرفة ) .
( وخبرت عنكم كل جود ورفعة ... فلما التقينا كنتم فوق وصفه ) .
وقال آخر .
( تبسم الثغر عن أوصافكم فغدا ... من طيب ذكركم نشرا فأحيانا ) .
( فمن هناك عشقناكم ولم نركم ... والأذن تعشق قبل العين أحيانا ) .
ما تحاب اثنان في الله الا كان أفضلهما عند الله أشدهما حبا لصاحبه ما زار أخ أخا في الله شوقا إليه ورغبة في لقائه إلا نادته ملائكة من ورائه طبت وطابت لك الجنة وقالوا ليس سرور يعدل لقاء الإخوان ولا غم يعدل فراقهم وقالوا شر الاخوان الواصل في الرخاء الخاذل عند الشدة وقالوا إن من الوفاء أن تكون لصديق صديقك صديقا ولعدو صديقك عدوا وقالوا أعجب الأشياء ود من يهودي وحفظ من نصراني ورياضة من دهري وكرم من أعجمي والحذر من الكريم إذا أهنته واللئيم إذا أكرمته والعاقل إذا أحرجته وألأحمق إذا مازحته والفاجر إذا عاشرته وقالوا صحب من الإخوان من أولاك جمائل كثيرة فكافأته بجميلة واحدة فنسي جمائله وبقي شاكرا ناشرا ذاكرا لجميلتك يوليك عليها الإحسان الكثير الجزيل ويجعل أنه ما بلغ من مكافأتك القليل وقال ابن عائشة لقاء الخليل شفاء الغليل وقال بعض الحكماء إذا وقع بصرك على شخص فكرهته فاحذره جهدك قال عبد الله بن طاهر .
( خليلي للبغضاء حال مبينة ... وللحب آثار ترى ومعارف ) .
( فما تنكر العينان فالقلب منكر ... وما تعرف العينان فالقلب عارف )