لإلي هذا بعدما حدثني ابراهيم قال وما حدثك ابراهيم قال حدثني عن علقمة عن ابن مسعود قال قال رسول الله A اذا كان يوم القيامة نادى مناد اين الظلمة وأعوان الظلمة وأشياع الظلمة حتى من برى لهم قلما أو لاق لهم دواة فيجمعون في تابوت من حديد ثم يرمي بهم في نار جهنم وروى هرون بن محمد بن عبد الملك الزيات قال جلس ابي للمظالم يوما فلما انقضى المجلس رأى رجلا جالسا فقال له ألك حاجة قال نعم ادنني اليك فاني مظلوم وقد اعوزني العدل والانصاف قال ومن ظلمك قال انت ولست أصل اليك فأذكر حاجتي قال وما يحجبك وقد ترى مجلسي مبذولا قال يحجبني عنك هيبتك طول لسانك وفصاحتك قال ففيم ظلمتك قال في ضيعتي الفلانية اخذها وكيلك غصبا مني بغير ثمن فاذا وجب عليها خراجأديته باسمي لئلا يثبت لك اسم في ملكها فيبطل ملكي فوكيلك يأخذ غلتها وأنا أؤدي خراجها وهذا لم يسمع بمثله في المظالم فقال له محمد هذا قول تحتاج معه الى بينة وشهود أشياء فقال له الرجل ايؤمنني الوزير من غضبه حتى أجيب قال نعم قد أمنتك قال البينة هم الشهود واذا شهدوا فليس يحتاج معهم الى شيء اخر فما معنى قولك بينة وشهود وأشياء وأي شيئ هذه الاشياء ان هي الا الجور وعدولك عن العدل فضحك محمد وقال صدقت والبلاء موكل بالمنطق واني لارى فيك مصطنعا ثم وقع له مائة دينار يستعين بها على عمارة ضيعته وصيره من أصحابه فكان قبل ان يتوصل الى الانصاف واعادة ضيعته له يقال له يا فلان كيف الناس فيقول بشر بين مظلوم لا ينصر وظالم لا ينتصر فلما صار من أصحاب محمد ابن عبد الملك ورد عليه ضيعته وأنصفه قال له ليلة كيف الناس الان قال بخير قال اعتمدت معهم الانصاف ورفعت عنهم الاجحاف ورددت عليهم الغصوب وكشفت عنهم الكروب وأنا أرجو لهم ببقائك نيل كل مرغوب والفوز بكل مطلوب ومما نقل في الاثار الاسرائيلية في زمان موسى صلوات الله وسلامه