فلما مثل بين يديه قال يا جرير اتق الله ولا تقل إلا حقا فأنشأ يقول .
( كم باليمامة من شعثاء أرملة ... ومن يتيم ضعيف الصوت والنظر ) .
( ممن بعدلك يكفي فقد والده ... كالفرخ في العش لم يدرج ولم يطر ) .
( أأذكر الجهد والبلوى التي نزلت ... أم قد كفاني ما بلغت من خبري ) .
( إنا نرجو إذا ما الغيث أخلفنا ... من الخليفة ما نرجوا من المطر ) .
( إن الخلافة جاءته على قدر ... كما أتى ربه موسى على قدر ) .
( هذي الأرامل قد قضيت حاجتها ... فمن لحاجة هذا الأرمل الذكر ) .
( الخير ما دلت حيا لا يفارقنا ... بوركت يا عمر الخيرات من عمر ) .
فقال والله يا جرير لقد وافيت الأمر ولا أملك إلا ثلاثين دينارا فعشرة أخذها عبد الله ابني وعشرة أخذتها أم عبد الله ثم قال لخادمه ادفع إليه العشرة الثالثة فقال والله يا أمير المؤمنين أنها لأحب مال اكتسبته ثم خرج فقال له الشعراء ما وراءك يا جرير فقال ورائي ما يسوءكم خرجت من عند أمير يعطي الفقراء ويمنع الشعراء وإنني عنه لراض ثم أنشأ يقول .
( رأيت رقى الجن لا تستفزه ... وقد كان شيطاني من الجن واقيا ) .
ومما جاء في كبوات الجياد وهفوات الأمجاد .
قال الأحنف الشريف من عدت سقطاته وقلت عثراته وقالوا كل صارم ينبو وكل جواد يكبو وكان الأحنف بن قيس حليما سيدا يضرب به المثل وقد عدت له سقطة وهوان عمرو بن الأهتم دس إليه رجلا يسفهه فقال يا أبا بحر ما كان ابوك في قومه قال كان أوسطهم وسيدهم ولم يتخلف عنهم فرجع إليه ثانيا ففطن أنه من قبل عمرو ابن الأهتم فقال ما كان أبوك قال كانت له فتوة ومروءة ومكارم أخلاق ولم يكن أهتم سلاجا وقال سعيد بن المسيب ما فاتني الأذان في مسجد رسول الله منذ أربعين سنة ثم قام يريد الصلاة فوجد الناس قد خرجوا من المسجد وقال قتادة ما نسيت شيئا قط