( ويذهب ماء الوجه بعد بهائه ... ويورث بعد العز صاحبه ذلا ) وقال الأحنف كثرة الضحك تذهب الهيبة وكثرة المزاح تذهب المروءة ومن لزم شيئا عرف به ومما روي عن الصحابة رضوان الله عليهم أنهم كانوا يتحادثون ويتناشدون الأشعار فإذا جاء ذكر الله انقلبت حماليقهم كأنهم لم يعرفوا أحدا .
الفصل الثاني فيما جاء في الترخيص في المزاح والبسط والتنعم .
لا بأس بالمزاح ما لم يكن سفها والله تعالى وعد في اللمم بالتجاوز والعفو فقال ( الذين يجتنبون كبائر الإثم والفواحش إلا اللمم ) وقيل إن يحيى بن زكريا لقي عيسى E فقال مالي أراك لاهيا كأنك آمن فقال هل عيسى مالي أراك عابسا كأنك أيس فقال لا تبرح حتى يتنزل علينا الوحي فأوحى الله إليهما أن أحبكما إلي أحسنكما ظنا بي ويروى إن أحبكما إلى الطلق البسام وقال عمر بن الخطاب رضي الله تعالى عنه لجارية خلقني خالق الخير وخلقك خالق الشر فبكت الجارية فقال عمر لا بأس عليك فإن الله خالق الخير والشر قال الشاعر .
( إن الصديق يريد بسطك مازحا ... فإذا رأى منك الملالة يقصر ) .
( وترى العدو إذا تيق أنه ... يؤذيك بالمزح العنيف يكثر ) وكان رسول الله يمزح ولا يقول إلا حقا فمن مزحه أنه جاء رجل فقال يا رسول الله احملني على جمل فقال E لا أحملك إلا على ولد الناقة فقال يا رسول الله إنه لا يطيقني فقال له الناس ويحك وهل الجمل إلا ولد الناقة وقال رسول الله لامرأة من الأنصار إلحقي زوجك ففي عينيه بياض فسعت إلى زوجها