قال ثعلب : ها حرف تنبيه ومن استفهام قال مستفهماً : مَنْ لم تنله سيوفنا وتقدير البيت : يفلّقن بأسيافنا هام الملوك القماقم .
قال أبو بكر وسمعتُ شيخنا يعيب هذا الجواب ويقول : يفلّقن هاماًجمع هامَة وهامُ الملوك مردّودُ على ( هاماً ) كقوله تعالى ( إلى صراط مستقيم صراط اللّه ) .
( قال أبو علي رحمه اللّه : فاحتججتُ عليه بقوله : لم تَنَلْهُ وقلت : لو أراد الهامَ لقال : لم تنلها لأن الهام مؤنثة لم يُؤَثْر عن العرب فيها تذكير ولم يقل أحدٌ منهم : الهامُ فَلَقْتُه كما قالوا : النخلُ قطعتُه والتذكيرُ والتأنيثُ لا يعْمَل ( فيه ) قياساًإنما يُبنى فيه على السماع واتّباع الأثر .
ومن ذلك قوله : - من الخفيف - .
( عافت الماءَ في الشتاء فقلنا ... برّديه تُصادفيه سَخينا ) .
فيقال : كيف يكون التبريد سبباً لمصادفته سخيناًوجوابه أن الأصل بلْ رديه ثم كتب على لفظ الإلغاز .
ونظيره قول الآخر : - من الكامل - .
( لما رأيت أبا يزيد مقاتلاً ... أدعَ القتالَ وأشهد الهيجَاء ) .
فيقال : أين جواب لماوبمَ انتصَب أدعوالجوابُ أن الأصل لن ما ثم أُدْغمت النون في الميم للتّقارب ووُصلا خطّاً للإلغاز ولن هي النَّاصبة لأدع .
وروى أن رجلاً أنشد البيت الأول لأبي عثمانَ المازني فأفكر ثم أنشده : - من الرمل - .
( أيها السائلون لي عن عَويصٍ ... حار فيه الأفكار أن يَسْتبينا )