يأت شيئاً يستحلّ به عقوبته فهو مُحْرم خبّرني عن قول عدي بن زيد : - من الرمل - .
( قتلوا كسرى بليلٍ مُحْرماً ... فتولَّى لم يُمتَّع بكَفَنْ ) .
أيّ إحرام كان لكسرىفسكت الكسائيّ : فقال الرشيد : يا أصمعيما تطاقُ في الشعر .
وفي أمالي الزجاجي في البيت قولان : أحدهما : المحرم الممسك عن قتاله قاله أبو العباس المفضل بن محمد اليزيدي .
فقيل للمفضل : أعندك في هذا شعر جاهليقال : نعم أنشدني محمد بن حبيب لأخضر بن عباد المازني وهو جاهلي : ( من ) .
( فلست أراكم تُحْرمون عن التي ... كَرهْتُ ومنها في القلوب نُدُوب ) .
والثاني : أن المراد في الشهر الحرام لأنه قتل في أيام التشريق وبه جَزَم المبرّد في الكامل .
وفي الغريب المصنف قال الأصمعي : أحْرَم الرجل فهو محرم إذا كانت له ذمّة وأنشد البيت .
وقال ابن خالويه في شرح الدريدية أنشدني أبو عبد اللّه بن خوشيريد عن أبي حنيفة الدينوري قال أحسن ما قيل في أبيات المعاني قول الشاعر : - من المتقارب - .
( إذا القوسُ وتّرها أيّد ... رمى فأصاب الذُّرا والكُلى ) .
( فأصْبَحْتُ والليلُ مُسْحَنْكك ... وأصْبَحْت الأرضُ بَحْراً طَما ) .
يريد بالقوس : قَوْس السماء الذي تقولُ له العامة قوس قزح وتّرها أيّد : يعني اللّه تعالىرمى أي بالمطر فأصاب ذرا الجمال وكلاها .
فأصبحت : أي أسرجت المصباح والليل مُسْحَنْكك : أي شديد السواد وأصبحت الثاني من الصّباح والأرض بحر طما من كثرة المطر